ومما يدل على تبرئة الأشعري من ذلك ما نقله عنه الامام ابن فورك رحمه الله فقد جمع كلامه في مؤلَّف وفيه من الكلام ما يدل على أن ما في الإبانة من التجسيم مفترى على أبي الحسن رحمه الله.

Arabic Text By Jul 10, 2015

بيان أن نسخ كتاب اﻹبانة للامام ابي الحسن الاشعري المطبوعة اليوم غير موثوقة.

اعلموا اخواني أن الامام أبا الحسن الأشعري رحمه الله قد نصر عقيدة أهل السنة والجماعة من السلف والخالف ولخص عقيدة الرسول والصحابة وقام بالرد على أهل البدع كالمعتزلة والجهمية والمشبهة وغيرهم. ولم ينتقل الامام أبو الحسن الأشعري الى مرحلة ثالثة وهي عقيدة التشبيه والتجسيم التي ينتهجها المشبهة الوهابية كما يدعون كذبا وزورا. انما بقي على عقيدة السلف والخلف في نصرة عقيدة الرسول والصحابة وهي تنزيه الله عن الجسم والحد والمكان والجهة كما لا يخفى من كتبه ومن نقل ثقات اصحابه واتفاق كلمة تلامذته بلا مخالف.

وقد قال إمام أهل السنة أبو الحسن الأشعري رضي الله عنه ما نصه: “كان الله ولا مكان فخلق العرش والكرسي ولم يحتج إلى مكان، وهو بعد خلق المكان كما كان قبل خلقه ” أي بلا مكان ومن غير احتياج إلى العرش والكرسي. نقل ذلك عنه الحافظ ابن عساكر في تبيين كذب المفتري، حسبما ذكره أبو المعالي الجويني.

وقال الاشعري أيضا ما نصه في رسالة استحسان الخوض في علم الكلام: “فأما الحركة والسكون والكلام فيهما فأصلهما موجود في القرآن وهما يدلان على التوحيد، وكذلك الاجتماع والافتراق. قال الله تعالى مخبرا عن خليله إبراهيم صلوات الله عليه وسلامه “فلَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ” (الانعام/76) في قصة أفول الكوكب والشمس والقمر وتحريكها من مكان إلى مكان ما دل على أن ربه عز وجل لا يجوز عليه شيء من ذلك، وأن من جاز عليه الأفول والانتقال من مكان إلى مكان فليس بإله”. اهـ.

وأما كتاب “الإبانة” وهو من تأليف أبي الحسن الأشعري، فنسخه المطبوعة الآن كلها سقيمة، وكل النسخ التي تنقل منها المجسمة القدماء منهم والمحدثون غير صحيحة ولا سند صحيح لها لأنها لم تكن مقابلة بيد ثقة على نسخة قابلها ثقة وهكذا إلى أصل المؤلف الذي كتبه بخطه أو كتبه ثقة بإملاء المؤلف فقابله على المؤلف.

وفي احدى هذه النسخ المطبوعة عبارة يزعمون فيها كذبا أن المسلمين يقولون في دعائهم “اللهم يا ساكن السماء” والعياذ بالله، وهذا كفر مناقض لعقيدة الامام أبي الحسن الأشعري وعقيدة السلف والرسول والصحابة وهي تنزيه الله عن الحد والمكان. فيجب الحذر من تلك العبارات ومن كل الدسائس التي أدخلت الى كتب العلماء وهي معروفة لذوي العلم والفهم.

وابن عساكر لم يسرد الإبانة كلها وإنما ذكر بعضا منها وليس فيه ما هو في التجسيم والتشبيه، بل يوجد في النسخ المطبوعة من الإبانة ما لا يخفى على جميع المسلمين أنه مفترى ولا يُصدّق ذلك المبتدئ من طلاب العلم.

وفي هذه النسخ السقيمة مما أدخلته الحشوية من العبارات ما لا يقول به أدنى مسلم فكيف بالإمام الأشعري؟!

ومما يدل على تبرئة الأشعري من ذلك ما نقله عنه الامام ابن فورك رحمه الله فقد جمع كلامه في مؤلَّف وفيه من الكلام ما يدل على أن ما في الإبانة من التجسيم مفترى على أبي الحسن رحمه الله. ثم إن مسألة تنزيه الله عن التحيز في العرش والسماء وغيرهما من الأماكن مما عرف أنه من اعتقاد الأشعري بالتواتر على القطع والجزم فلا وجه للمرائي في ذلك.

وما ذكره علماء أهل الحق من معاصري الإمام الأشعري ومن جاء بعدهم من تلامذته الاكابر في مدح طريقته وصحة اعتقاده يثبت بما لا يدع مجالا للشك أن أبا الحسن الأشعري إمام أهل السنة الجماعة وأن ما يدعيه المجسمة والمشبهة ونفاة التوسل بشأنه ما هو إلا محض افتراء يرمون من ورائه إلى نشر عقائدهم الفاسدة الكاسدة وهي التشبيه والتجسيم، وهم في الحقيقة اذا ارادوا ان يشتموا انسانا يقولون له “يا اشعري” والعياذ بالله فكيف يدعون انه رضي الله عنه كان على طريقتهم في التجسيم والتشبيه والعياذ بالله؟!.