النبيّ صلى الله عليه وسلم نفع أمته في أثناء حياته ونفعها بعد وفاته وهو حيّ في قبره يصلي صلى الله عليه وسلم.
قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في شرحه على البخاري ما نصه: “وروى ابن أبي شيبة بإسناد صحيح من رواية أبي صالح السمان عن مالك الدار وكان خازن عمر قال: “أصاب الناس قحط فى زمن عمر فجاء رجل إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله استسق لأمتك فإنهم قد هلكوا، فأتي الرجل فى المنام فقيل له: ائت عمر” الحديث. وقد روى سيف فى الفتوح أن الذي رأى المنام المذكور هو بلال بن الحارث المزني أحد الصحابة”. انتهى وانظر إلى قول ابن حجر بإسناد صحيح.
وابن أبي شيبة حافظ متقدم توفي سنة 235 للهجرة روى عنه أحمد بن حنبل وغيره من الأئمة، وعمر رضي الله عنه لا يولي خازن مال بيت المسلمين إلا ثقة.
وفي دلائل النبوة للحافظ البيهقي أن النَّاسَ أصابهم قَحَطٌ فِي زَمَانِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَجَاءَ رَجُلٌ إِلَى قَبْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ اسْتَسْقِ اللَّهَ لأُمَّتِكَ فَإِنَّهُمْ قَدْ هَلَكُوا، فَأَتَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَنَامِ، فَقَالَ: ائْتِ عُمَرَ فَأَقْرِئْهُ السَّلامَ، وَأَخْبِرْهُ أَنَّكُمْ مُسْقَوْنَ، وَقُلْ لَهُ: عَلَيْكَ الْكَيْسَ الْكَيْسَ، فَأَتَى الرَّجُلُ عُمَرَ فَأَخْبَرَهُ، فَبَكَى عُمَر ثُمَّ قَالَ: يَا رَبُّ، مَا آلُو إِلا مَا عَجَزْتُ عَنْهُ”، معناه لا أقصر في تدبير شؤون المسلمين إلا ما أعجز عنه، معناه سأفعل ما في وسعي لخدمة المسلمين.
فهذا دليل على أن الصحابة كانوا يخاطبون النبي صلى الله عليه وسلم في قبره الشريف بقولهم “يا رسول الله” وهذا جائز لا غبار عليه وهو ما فعله ويفعله ملايين المسلمين وهو نوع توسل به ونداء له واستغاثة به صلى الله عليه وسلم يقول المسلمون في صلواتهم في كل تشهد من تشهدات الصلاة: السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، وهذا خطاب له صلى الله عليه وسلم لوجود لفظ الكاف في “عليك” ولوجود لفظ “أيها” وهي كَلِمَةٌ مُرَكَّبَةٌ من أيّ وها التَّنْبِيهِ الوَصْلِيَّةِ وَيَتْبَعُهَا الْمُنَادى الْمُعَرَّفُ بِأَلْ وهو هنا لفظ “النبيّ”، فالمسلمون ينادونه صلى الله عليه وسلم كل يوم في صلواتهم بلا نكير. فمن جعل المسلم الذي ينادي النبي بعد موته كافراً فهو يكفر كل الأمة المحمدية، وهو الأولى بذلك الوسم والعياذ بالله من الردى والهلاك.