زيت الزيتون واﻻدهان به
قال شيخنا رحمه الله كثير من العلل تندفع باﻻدهان بالزيت وقد أهمل أكثر الناس ذلك هذه اﻷيام.
وقد حدثه أحد المشايخ الكرام من تلامذته عن امرأة كنت أدرس في بيتها من آل الرفاعي قالت لي لي ستة أوﻻد كلهم في صغرهم كنت أدهن كل جسمهم بزيت الزيتون فكانوا ﻻ يمرضون فقال لي شيخنا حدث الناس بهذا.
وكان شيخنا شرح لنا ما في الزبد :وغبا ادهن وقلم ظفرا.أي ادهن يوما بعد يوم وقلم أظفارك إذا طالت.
وقد قال صلى الله عليه وسلم :كلوا الزيت وادهنوا به. فمن أكله اتباعا له ثواب ومن ادهن به اتباعا فله ثواب.
وقد تعلمت من شيخنا أن أدهنه بزيت الزيتون منذ كان عمري نحو أربع عشرة سنة ﻻ سيما الزيت العتيق فإنه أكثر نفعا للادهان.
وقد أخبرني رحمه الله أنه منذ نحو خمسين سنة أصابته علة في عينه فصار يرى النصف سوادا قال فاشتريت من ناحية باب حمص زيتا عتيقا وقطرت منه يومين فذهبت العلة.
وكان أحيانا يدهن في الشمس لتزيد الفائدة.
وقد علمنا رحمه الله شرب الزيت مع العسل على الريق الزيت ضعف كمية العسل ولا تأكل عقبه اﻻ بعد مضي وقت.
وعلمنا أن عمر قال الشمس حمام العرب. العجم كان عندهم البخار يقعدون فيه ليعرقوا أما العرب فيمشون في الشمس حتى يعرقوا فيستفيدوا.
ومرة منذ أكثر من أربعين سنة كنا في البيت وحدنا فقال لي هات الطعام فذهبت للمطبخ وفتحت البراد فلم أجد شيئا فقلت له لا يوجد طعام فقال أﻻ يوجد زيت قلت بلى قال وخبز قلت بلى قال هذا طعام هاته لا تقل ﻻ يوجد طعام، فأكلنا خبزا وزيتا وكان هذا طعامنا ذاك اليوم.
كان رحمه الله كثيرا ما يكتفي بالخبز والزيت او الخبز والبندورة او الخبز يوضع في ماء ساخن وملح وعليه لبن. ويعمل بحديث بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه. وحديث ما ملأ ابن آدم وعاء شرا من بطنه.
وقال لنا عادة العرب القديمة يأكلون مرتين فقط أول النهار ومرة آخر النهار وهذا أوفق للصحة.
وفي آخر حياته لما اشتد به المرض كانت زوجته تطعمه الثريد فبعد نحو خمس لقيمات قال اكتفيت فألحت عليه ليزيد فلم يقبل واكتفى بذلك.
وكان كثيرا ما يأكل الثريد وهو خبز يبل في المرق وهذا للاتباع الرسول كان يأكل الثريد، وقال فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام . وقال لنا الثريد أسهل للهضم وأسهل في المضغ فلا يأكل وقتا طويلاً.
اللهم ارحم شيخنا وانفعنا به واجعلنا عاملين بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.