عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “المؤمن مرآة المؤمن، والمؤمن أخو المؤمن يكُفُّ عليه ضَيْعَتَه ويَحوطه من ورائه” رواه أبو داود.
“المؤمن مرآة المؤمن” معناه يؤدي له النصيحة المرغوبة شرعا، فكما يری المؤمن من نفسه في المرآة ما لا يعجبه فيصلحه، كذلك يصلح ما يری في أخيه من اعوجاج بالرفق والنصيحة واللين، لا يمشي به بين الناس فيهتكه لأنه لا يحبه او لمجرد ان نفسه لا تميل اليه.
فإن نصحه فلم يقبل منه وكان فيه ما يقتضي التحذير كمن يجر الناس الی الفساد مثلا ولا سيما في العقيدة يكون فيه انحراف، هنا يبين للناس حاله ويذكره بما فيه ويجتهد في ذلك لأنه من اداء النصيحة للمسلمين، ولا يجوز ان يسكت عنه ولو كان أخاه أو حتی أقرب المقربين اليه.
قالوا: و”يكف عليه ضيعته” أي يمنع عن أخيه تلفه وخسرانه، فكلمة “ضيعته” مرة من الضياع.
قال الأزهري في الصحاح في اللغة: ضاع الشيء يضيع ضيعة وضياعا بالفتح اي هلك.
وقيل ضيعة الرجل ما يكون منه معاشه، والمعنی يجمع عليه معيشته اي يعينه في امر معاشه الدنيوي.
و”يحوطه” أي يحفظه ويصونه، و”من ورائه” أي يذب عنه في غيبته نفسا ومالا وعرضا بأن لا يسكت إذا ذكر عنده بما يسوؤه فيدفع الغيبة عنه ان استطاع، هنا يمنع عنه الغيبة، ينهی الناس عن غيبة اخيه المسلم، باستثناء حالات ذكرنا منها الافساد في الدين اي في العقيدة او في الفروع الفقهية يتكلم او يكتب بلا علم، او في امر الطب مثلا لا يكون اهلا لمداواة الناس يتصدر فيضرهم، مثل هذين لا يسكت عنهما بل يبين حالهما نصيحة للمسلمين، والحمدلله تعالی.