ليعلم احبابي انه من الخير المرغوب بنشره وتعليمه للناس ولا سيما لغير المثقفين في الدين يعلمون ويهتم بتعليمهم لا يتركون لجهلهم، أنه يَجِبُ الْحَذَرُ مِنُ كلمة “اللهُ مَوْجُودٌ في كُلِّ مَكَانٍ” أَوْ “اللهُ مَوْجُودٌ في كُلِّ الوُجُودِ” لأَنَّ هَذَا مُعَارِضٌ لِقَوْلِ اللهِ تعالى”لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيءٌ” وَمُعَارِضٌ لِحَدِيثِ الْبُخَارِيِّ “كَانَ اللهُ وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ غَيْرُهُ” وَمُعَارِضٌ لاعتقاد كُلِّ الْمُسْلِمِينَ ان “اللهُ غني عن العالمين”.
أَمَّا قَوْلُهُ تعالى “وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَمَا كُنْتُم” فَمَعْنَاهُ بِإِجْمَاعِ الْمُفَسِّرِينَ أَنَّ اللهَ عَالِمٌ بِكُمْ أَيْنَمَا كُنْتُمْ.
فَمَنْ كَانَ يَفْهَمُ مِنْ كَلِمَةِ “اللهُ مَوْجُودٌ في كُلِّ مَكَانٍ” إِثْبَاتَ وُجُودِ اللهِ في الْمَكَان والجهة والحيزِ فَقَدْ كَفَرَ يتشهد بلسانه ليرجع مسلما.
وَيَجِبُ الْحَذَرُ مِنْ قَوْلِ بَعْضِ الجهال عَنِ اللهِ: “سُبْحَانَهُ في مُلْكِهِ قَاعِدٌ على عَرْشِهِ” فَإِنَّ هَذَا كُفْرٌ صَريحٌ لأَنَّهُ تَكْذِيبٌ لِقَوْلِهِ تعالى “لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ” وَلِقَوْلِهِ تعالى “هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا” وَلِقَوْلِهِ تعالى “وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ”.
قَالَ الإمَامُ أَبُو جَعْفَرٍ الطَّحَاوِيُّ “وَمَنْ وَصَفَ اللهَ بِمَعنًى مِنْ مَعَانِي الْبَشَرِ فَقَدْ كَفَرَ”، وَمَعَاني الْبَشَرِ صِفَاتُهُمْ، وَالْقُعُودُ مِنْ صِفَاتِ الْبَشَرِ.
أَمَّا قَوْلُ اللهِ تعالى “الرَّحْمَنُ على العَرْشِ اسْتَوى” فَلَيْسَ مَعْنَاهُ قَعَدَ أَوْ جَلَسَ أَوِ اسْتَقَرَّ، بَلْ مَعْنَاهُ إِخْبَارٌ بأَنَّ اللهَ قَاهِرٌ لِلْعَرْشِ وَمُسَيْطِرٌ عَلَيْهِ لِيُفْهَمَ مِنْ ذَلِكَ أَنَّ اللهَ مُسَيْطِرٌ عَلى ما هو دون العرش من باب أولی.