من إرث الرحمة من علم شيخنا الفقيه الحافظ الشيخ عبد الله الهرري رحمه الله وغفر له ولوالديه:
حديث (النبي صلى الله عليه وسلم) “إن الله جميلٌ يحب الجمال” صحيح (رواه مسلم) ، لكن بعضُ الناس يغلطون في فَهْمِ معناه إلى حد الكفر، يظنون أن معناه جمال الشكل جمال الصورة، هؤلاء كفروا وهم لا يشعرون. الشكل مخلوقٌ. الله تعالى لا يجوز عليه صفة من صفات الخلق.
إذا كان لا يجوز أن يُقال عنه إنه متحرِّكٌ ولا يُقال عنه ساكنٌ، فهذا بالأولى أن لا يجوز على الله، وذلك لأن هذه الأشياء كلها من صفات الخلق. الحركة من صفات الخلق، والسكون من صفات الخلق.
والجمال جمال الجسم وخِلافُه من صفات الجسم (ليس ذلك من صفات الله لتنزهه تعالى عن الجسمية)، فمعتقِدُه في الله يكفر.
فمعناه (اي الحديث) الذي هو المقصود جميل أي مُحسن. الله مُحسن، يُحبُّ الجمال أي يحب حُسْنَ الحال، أي يُحب أن يكون عبدُه حالُه حسناً نظيفاً من الرذالات متصفاً بالصفات التي ينبغي أن يتخلَّق بها العبد كالتقوى وحسن الخلق، هذا معنى الحديث.
هو في لغة العرب يُقال أجملَ فلانٌ يُجمِلْ فهو مُجمِلٌ وجميلٌ أي يُحسِن مُحسِن. إن الله جميل أي مُحسِن، يُحب الجمال يُحِبُ الإحسان. هكذا معنى الحديث، ليس جمال الشكل نعوذ بالله.
هؤلاء الشاذلية الدُرقاوية الذين يُقال لهم الشاذلية اليَشرُطِيَّة في بيروت موجودون وفي سوريا لهم وجود وفي فلسطين لهم وجود. وهذه اليشرطية نبعت في فلسطين ثم دخلت إلى سوريا ولبنان والأردن. هؤلاء يعتقدون في الله الحلول أي أنه داخلٌ في أجسامنا. لهم وجود في بعض القُرى في البقاع (لبنان) نعوذ بالله لهم ضلالات مبنية على عقيدة الحلول يستحي اللسان من أن يرويها عنهم. هؤلاء هذا الحديث عندهم حُجة لعقيدتهم، على زعمهم إذا رأوا إنساناً جميلاً فيقولون: هذا مظهَرُ الله (هذا كفر). بعض الذين يعتقدون الحلول يقولون: الله يحُلُّ في الصور الجميلة، بعضهم يقولون: في كل شيء (اي يحل وهذا كذلك كفر). الحي القيوم عندهم تفسيرُه القائم فينا أي الحال فينا (وهذا ضلال كذلك). هم يظنون أنهم صوفيَّة وأنهم على مقام عالي وهم في الحقيقة من أكفر خلق الله. اهـ.