ليعلم اخواني وهو واضح، ان الاسلام دين التوحيد، اي توحيد الله تعالی. فإذا قلنا الله الواحد فمعنى ذلك في حقه تعالی أنَّ الله لا شريك له في الألوهـيـة ولا معبود بحـق ســــواه.
وفي شرح ملا علي القاري على الفقه الأكبر بعد ذكر عبارة الإمام أبي حنيفة رضي الله عنه “والله واحد لا من طريق العدد ولكن من طريق أنه لا شريك له”، قال: “أي حتى لا يتوهم أن يكون بعده أحد” لا خالق الا هو سبحانه. ثم قال إن الله لا شريك له في ذاته ولا في صفاته، والله لا نظير له ولا شبيه.
وبعد ذلك يقول ملا علي رحمه الله: “وقال اسحق بن راهويه: من وصف الله فشبّه صفاته بصفات أحد من خلق الله فهو كافر بالله العظيم”. وابن راهويه توفي سنة 238 للهجرة وهو من الائمة الأعلام من الطبقة العليا بين الفقهاء المجتهدين من السلف.
وفي معنی الأحد اذا اطلق علی الله قال بعض العلماء معناه الواحد. وقال بعضهم: الأحد هو الذي لا يقبل الانقسام، أي ليس جسماً لأن الجسم يقبل الانقسام عقلاً، والله ليس جسماً.
قال الله تعالى: {قلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} (سورة الإخلاص).
وقال تعالى في ذمِّ الكفار: {وَجَعَلُواْ لَهُ مِنْ عِبَادِه ِجُزْءاً} (سورة الزخرف)، والآية دليل علی ان من اعتقد في الله الجسمية كافر، وبذلك قال الشافعي واحمد وهو اجماع.
وقال الإمام أبو الحسن الأشعري رضي الله عنه: “من اعتقد أنَّ الله جسم فهو غير عارف بربه وإنه كافر به”.