في حديث أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قال: “عَجِبَ اللَّهُ مِنْ قَوْمٍ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ فِي السَّلاَسِلِ”، رواه البخاري.
قال القاضي الفقيه بدر الدين ابن جماعة المتوفى سنة 727 هـ. رحمه الله: “التعجّب فينا هو استعظام بعض الناس ما دهمه من الأمور النادرة مما لا يعلمه، وذلك على الله تعالى محال (أي مستحيل عقلاً لأن الله يعلم الأشياء قبل حصولها وهو خالقها)، فوجب تأويله على ما يليق بجلال الله تعالى وهو تعظيم ذلك الشيء لأن المتعجّب من الشيء مستعظم له. وقيل المراد بالتعجّب هنا الرضا وزيادة الإكرام لأن الشيء المتعجَّب منه لو وقع في النفس فيقتضي أثراً. وقيل التعجب استغراب وقوع ما لم يعلم، وهذا محال على الله تعالى لعلمه بما كان وما يكون، فوجب تأويله بالرضا والإقبال وحسن المعاملة. والمراد بالحديث الأول الأسارى (جمع أسير) إذا أسلموا وحَسُن إسلامهم كان أسرهم وأخذهم بالسلاسل سبب إسلامهم المقتضي دخولهم الجنة، وأما الثاني فإن الشابّ مظنة اللعب ونيل الشهوات فالعصمة منها مما يحق أن يُستعظم”.