الله له الأسماء الحسنی كما جاء في كتاب الله تعالی. أما ألفاظ مثل “أه أه” أو “إه إه” أو “آه آه” فهي ليست من أسماء الله عز وجل. ولو استعملها بعض الناس فلا عبرة بذلك.
المدار والعمدة علی العلماء والفقهاء الأتقياء، فهم ورثة الأنبياء كما جاء في الحديث، وسائر الناس تبع لما يقوله أهل العلم. العلم أولا قبل القول والعمل، هكذا قال الامام البخاري في صحيحه رحمه الله.
وَما ذكره بعض المؤلفين من أنه يَنْبَغي أَنْ يَقُول الْمَرِيضِ “آه آه” لأَنَّهُ وَرَدَ أَنَّهُ مِنْ أَسْمَاءِ الله، فهذا فاسد وَبَاطِلٌ مَرْدُودٌ لِمَا ثَبَتَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلَّم أَنَّهُ قَالَ “الْعُطَاسُ مِنَ اللهِ وَالتَّثَاؤبُ مِنَ الشَّيْطَانِ، فَإِذَا تَثَاءَبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَضَعْ يَدَهُ على فيهِ (فمه)، وَإِذَا قَالَ آه آه فَإِنَّمَا ذَلِكَ مِنَ الشَّيْطَانِ يَضْحَكُ مِنْهُ” رَوُاهُ التِّرْمِذِيُّ.
فالرسول نهی عنه وقال هذا من الشيطان فكيف يكون من اسماء الله؟!، هذا لا يكون.
وَلَمْ يَرِدْ في حَدِيثٍ صَحيحٍ وَلا ضَعِيفٍ وَلا مَوْضُوعٍ أَنْ “آه” اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ اللهِ تعالى، وَإِنَّمَا الَّذي وَرَدَ بِإسْنَادٍ تَالِفٍ سَاقِطٍ لا وَزْنَ لَهُ عِنْدَ أَهْل العلمِ بالْحَديثِ بِالْمَرَّة، أَنَّ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلَّمَ وَعِنْدِي مَريضٌ يَئِنُّ فَقَالَ دَعُوهُ يَئِنُّ فَإِنَّ الأَنينَ اسْمٌ مِنْ أسْمَاءِ الله اهـ. وهذا غير صحيح، اسناده ساقط.
وَالأَنينُ أَلْفَاظٌ عِدَّةٌ نَحْوُ عِشْرِينَ كَلِمَةً سَرَدَهَا الْحَافِظُ اللُّغَويُّ مُحَمَّد مُرْتَضى الزَّبِيديُّ في شَرْحِ الْقَامُوسِ وَعَدَّ مِنْ أَلْفَاظِ الأَنينِ أَوَّه وَأَوَّتَاه وَأَوَّاه وَآه وَأه وَأهِ ثُمَّ قَال:َ “وَهُنَّ اثْنَتَانِ وَعِشْرونَ لُغَةً تُقَالُ عِنْدَ الشِّكَايَةِ والتَّوَجُّعِ والتَّحَزُّنِ” اهـ.
أَمَّا ما وَرَدَ في الْقُرْآنِ الْكَريْمِ في قَوْلِ اللهِ تعالى: “إِنَّ إِبْرَاهيمَ لأَوَّاهٌ حَليمٌ” فَقَدْ صَحَّ عَنِ ابْنِ مَسعُودٍ أَنَّهُ قَالَ “الأَوَّاهُ الْحَلِيمُ” رَوَاهُ ابنُ أبي حَاتِمٍ بِإسْنَادٍ حَسَنٍ.
وَيَكْفِي دَليلاً عَلى عَدَمِ كَوْنِهِ اسْمًا للهِ اتِّفَاقُ الْمَذَاهِبِ الأَرْبَعَةِ على أَنَّ الأَنينَ يُبْطِلُ الصَّلاةَ. وَقَدْ حَكَمَ بِوَضْعِ حَديثِ الأَنين السابق ذكرهِ الْمُحَدِّثُ الْحَافِظُ أَحْمَدُ بنُ الصِّدِّيقِ الْغُمَاريُّ في كِتَابِهِ “الْمُغيرُ على الجامِعِ الصَّغير” وَأَفْرَدَ لَهُ رِسَالَةً مُسْتَقِلَّةً. أرجو الدعاء،