هَذِهِ الآية الشريفة “كُلَّ يَوْمٍ هُوَ في شَأْن” (الرحمن، 29) فَسَّرَها رَسُولُ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلَّم قال: “يَغْفِرُ ذَنْبًا، ويَكْشِفُ كَرْبًا، ويَرْفَعُ قومًا، ويَضَعُ آخَرِين” رواه البيهقي، مَعْناهُ أَنَّ اللهَ تعالى يُحْدِثُ كُلَّ يَومٍ أشْياءَ جديدة، مَخْلُوقاتٍ جَديدَةً، أمَّا هُوَ تعالى فَلا يَتَغَيَّر.
الحق كَما يَقُولُ الْمُسْلِمُونَ مِنَ العامَّةِ والْخاصَّةِ: “الله يُغَيِّرُ (أي يغـيّر المخلوقات من حال إلى حال) وهو تعالى لا يَتَغَيَّر”.
الذين يَظُنُّونَ أنَّ مَعْنى الآية أنَّ اللهَ يُغَيِّرُ مَشِيئَتَهُ كُلَّ يَوْم، هذا جَهْلٌ وَكُفْرٌ لأَنَّ فيهِ نِسْبَةَ الْبَدَاءِ إِلى اللهِ أَي نِسْبَةَ الْحُدُوثِ أي المخلوقية، لأَنَّهُمْ نَسَبُوا تَغَيُّرَ الْمَشِيئَةِ إِلَيْهِ تعالى، وَمِنَ الْمَعْلُومِ عِنْدَ كُلِّ مُسْلِمٍ أَنَّ مَشِيئَةَ اللهِ لا تَتَغَيَّرُ، وَأنَّ أَقْوى أماراتِ (أي علامات) الْحُدُوثِ (أي المخلوقية) التَّغَيُّر.
لذلك يجب الْحَذَرُ وَالتَّحْذِيرُ مِنْ قَوْلِ بَعْضِ النَّاسِ إِذَا رَأواْ امْرَأَةً شديدة قوية: “هَذِهِ كَانَ اللهُ يُرِيدُ أَنْ يَخْلُقَهَا رَجُلاً ثُمَّ خَلَقَهَا امْرَأَةً” فَهَذَا الْقَوْلُ رِدَّةٌ عن الإسلام، قائله يتشهد ليرجع مسلماً.