س: ما معنى الأول والقديم إذا أطلقا على الله؟
ج: معنى لفظ “الأول” إذا أطلق على الله أنه هو وحده الذي لا ابتداء لوجوده، فهو وحده الأول بهذا المعنى، قال تعالى: {هُوَ اْلأَوَّلُ} (سورة الحديد)، وبمعناه “القديم” إذا أُطلق على الله تعالى، ليس بمعنى تقادم العهد والأزمان.
وأجمعت الأمة على جواز إطلاق لفظ القديم على الله، ومعناه أن الله كان قبل الزمان وقبل المكان وقبل سائر المخلوقات، ذكر الإجماع على ذلك الحافظ اللغوي الفقيه محمد مرتضى الزبيدي في شرح إحياء علوم الدين.
قال البيهقي في الأسماء والصفات: قيلَ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ “قَدِيمٌ” بِمَعْنَى أَنَّهُ سَابِقٌ لِلْمَوْجُودَاتِ كُلِّهَا، وَلَمْ يَجُزْ إِذْ كَانَ كَذَلِكَ أَنْ يَكُونَ لِوُجُودِهِ ابْتِدَاءٌ (معناه أن الله أزلي)، لأَنَّهُ لَوْ كَانَ لِوُجُودِهِ (تعالى) ابْتِدَاءٌ لاقْتَضَى ذَلِكَ أَنْ يَكُونَ غَيْرٌ لَهُ أَوْجَدَهُ وَلَوَجَبَ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ الْغَيْرُ مَوْجُودًا قَبْلَهُ فَكَانَ لا يَصِحُّ حِينَئِذٍ أَنْ يَكُونَ هُوَ (تعالى) سَابِقًا لِلْمَوْجُودَاتِ، فَبَانَ أَنَّا إِذَا وَصَفْنَاهُ بِأَنَّهُ سَابِقٌ لِلْمَوْجُودَاتِ، فَقَدْ أَوْجَبْنَا أَلا يَكُونَ لِوُجُودِهِ ابْتِدَاءٌ، فَكَانَ الْقَدِيمُ فِي وَصْفِهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ عِبَارَةً عَنْ هَذَا الْمَعْنَى. اهـ.
مهم: الله خالق الزمن. الزمن يتغيّر بمشيئة الله. الله لا يتغيّر بتغيّر الأزمان.
س: ما معنى الحي في حقِّ الله؟
ج: معنى الحي في حقِّ الله تعالى أنه تعالى موصوف بحياة أزلية أبدية ليست بروح ولا لحم ولا دم. الله منزه عن كل صفات المخلوقين.
قال الطحاوي: ومن وصف الله بمعنى من معاني البشر فقد كفر.
قال تعالى: {اللهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ اْلحَيُّ اْلقَيُّومُ} (سورة البقرة)، وقال تعالى: {وَتوَكَّلْ عَلَى اْلَحيِّ الَّذِي لاَ يَمُوتُ} (سورة الفرقان).