ليعلم أن مصافحة النساء الأجنبيات اللواتي لسن محارم للرجل لا تجوز. بعض الأحزاب الفاسدة تشوش على المسلمين في العقيدة والفروع، منها حزب التحرير وهو منتشر لهم وجود في ألمانيا وغيرها من أوروبا وفي تركيا في أنقره وفي البلاد العربية. رجل يقال له تقي الدين النبهاني هو من أنشأ هذه العقيدة الخبيثة، توفي سنة 1977.
هؤلاء أحلوا ما حرم الله يقولون مصافحة الرجل المرأة الأجنبية بدون حائل حلال جائز ويخالفون حديث رسول الله وإجماع الأئمة المذاهب الأربعة وغيرهم على أن مصافحة الرجل المرأة التي ليست محرماً له حرام. والمحرم مثل الأخت والعمة مصافحتها باليد حلال، حكمها مثل مصافحة الأم والزوجة جائز.
حزب التحرير خالفوا هذا فقالوا يجوز مصافحة النساء مطلقاً. أحلوا هذا الحرام. أحدهم في الشام قيل له كيف تقولون مصافحة المرأة الأجنبية جائز؟ للتبكيت أنه لا دليل له، لا نسأله لنستخرج منه الفساد. فقال التحريري إن هذا اجتهاد، يعني نحن استخرجنا من أفكارنا أن هذا الشيء جائز.
قيل له الرسول في حديثه حرّم ذلك، انتم تجتهدون وتحللون ما حرم الله؟! ينكر عليه، يعني ليس لكم بدعوی الاجتهاد تحليل الحرام، فسكت انقطع ليس أمامه دليل. في الأول قال اجتهاد. فلما قيل له مع وجود حديث رسول الله تجتهدون بالفكر انقطع التحريري.
أبو حنيفة قال لمس النساء بلا جماع لا ينقض الوضوء، ولكنه يحرم مصافحة الأجنبية مثل سائر الأئمة.
لم يقل أحد من العلماء حلال.والقاعدة أنه لا اجتهاد مع النص القرآني أو الحديثي الثابت، وكذلك لا اجتهاد مع الإجماع. ولذلك كان كلام يوسف القرضاوي في ذلك مردوداً عليه، وله ضلالات أخرى كثيرة تدل على فساد اعتقاده منها قوله مثل ابن تيمية المجسّم بفناء جهنم وهذا تكذيب لكتاب الله تعالى الذي يقول في الكفار: “خالدين فيها أبداً” (النساء، 169).
وفي الحديث الشريف الذي رواه الحافظ ابن حجر العسقلاني في مختصر الترغيب والترهيب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “لأن يُضرب أحدكم بحديدة في رأسه خير له من أن يَمَسَّ امرأة لا تحل له”، (رواه الطبراني)، معناه حرام لا يجوز.
حزب التحرير دأبه التشويش على المسلمين. في العقائد هم ينكرون القدر يكذبون رسول الله صلى الله عليه وسلم. وفي الفروع كذلك يشوّشون. ترعاهم بعض الدول الغربية إلى حيث هربوا وهم يكفرون الناس بدعوى عدم وجود خليفة للمسلمين.
والدليل على فساد كلامهم في مسألة المصافحة ما في البخاري قَالَتْ عَائِشَةُ رضي الله عنها: فَمَنْ أَقَرَّ بِهَذَا الشَّرْطِ مِنْ الْمُؤْمِنَاتِ قَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ بَايَعْتُكِ كَلَامًا، وَلَا وَاللَّهِ مَا مَسَّتْ يَدُهُ يَدَ امْرَأَةٍ قَطُّ فِى الْمُبَايَعَةِ، مَا يُبَايِعُهُنَّ إِلَّا بِقَوْلِهِ قَدْ بَايَعْتُكِ عَلَى ذَلِكِ.
قال ابن حجر في الشرح: (ولا والله) فيه القسم لتأكيد الخبر..، ومد الأيدى من وراء الحجاب إشارة إلى وقوع المبايعة وإن لم تقع مصافحة..، أو كانت المبايعة تقع بحائل، فقد روى أبو داود فى المراسيل عن الشعبى أن النبى صلى الله عليه وسلم حين بايع النساء أتى ببرد قطرى فوضعه على يده وقال: لا أصافح النساء”، وعند عبد الرزاق من طريق إبراهيم النخعى مرسلا نحوه، وعند سعيد بن منصور من طريق قيس بن أبى حازم كذلك.
وأخرج ابن إسحاق فى المغازى من رواية يونس بن بكير عنه عن أبان بن صالح أنه صلى الله عليه وسلم “كان يغمس يده فى إناء، وتغمس المرأة يدها فيه” ويحتمل التعدد..، وروى النسائى والطبرى من طريق محمد بن المنكدر “أن أميمة بنت رقيقة أخبرته أنها دخلت فى نسوة تبايع، فقلن يا رسول الله ابسط يدك نصافحك، قال: “إنى لا أصافح النساء، ولكن سآخذ عليكن..”، وفى رواية الطبرى “ما قولى لمائة امرأة إلا كقولى لامرأة واحدة”. وقد جاء فى أخبار أخرى أنهن كن يأخذن بيده عند المبايعة من فوق ثوب أخرجه يحيى بن سلام فى تفسيره عن الشعبى، وفى المغازى لابن إسحاق عن أبان بن صالح “أنه كان يغمس يده فى إناء فيغمسن أيديهن فيه”. اهـ من ابن حجر.
ويؤكد ذلك حديث “واليد زناها البطش” رواه مسلم، قال النووي في تفسيره: “أو بالمس باليد بأن يمس أجنبية بيده أو يقبلها أو بالمشي بالرجل إلى الزنا أو النظر أو اللمس”، ويؤيد تفسيره البطش في حديث مسلم هنا باللمس وهو أحد معنيي البطش لغة، حديث “وزنا اليد اللمس” رواه أحمد والبيهقي وابن حبان.
قال الفيومي في المصباح المنير: “وبطشت اليد إذا عملت”.
فظهر أن حزب التحرير لا دليل له على استحلاله مصافحة النساء والمشاغبة على المسلمين في ذلك، وهو كذلك يستحلّ المشي إلى الزنا، يعتبر المشي إلى الزنا حلالاً، وهذا كفر لأن في ذلك استحلالاً لما هو حرام معلوم من الدين ضرورة لا يخفى على الجاهل، وهو مناقض لحديث “والرجل زناها الخطى” رواه مسلم.