عَنْ سَهْلِ بْنِ مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ الْجُهَنِيِّ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: “مَنْ تَرَكَ اللِّبَاسِ تَوَاضُعًا لِلَّهِ وَهُوَ يَقْدِرُ عَلَيْه،ِ دَعَاهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى رُءُوسِ الْخَلاَئِقِ حَتَّى يُخَيِّرَهُ مِنْ أَيِّ حُلَلِ الإِيمَانِ شَاءَ يَلْبَسُهَا”. رواه الترمذي وقال هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ. وقال: وَمَعْنَى قَوْلِهِ: “حُلَلِ الإِيمَانِ” يَعْنِي مَا يُعْطَى أَهْلُ الإِيمَانِ مِنْ حُلَلِ الْجَنَّةِ. انتهی.
قوله “من ترك اللباس” أي الثياب الجميلة الغالية الأثمان، وقوله “تواضعا لله” أي لا ليقال انه متواضع او زاهد، ولا سيما من اكل أموال الناس بالباطل بثيابه الرثة بإيهامهم أنه زاهد وهو ليس كذلك، او لبس ثياب المشايخ العلماء يوهم الناس انه عالم ليستفتوه فيفتيهم بالباطل، هذان غشاشان يجب التحذير منهما ولا سيما الآخر منهما لأنه داع علی أبواب جهنم. وفي حديث لابن ماجه: “يَكُونُ دُعَاةٌ عَلَى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ مَنْ أَجَابَهُمْ إِلَيْهَا قَذَفُوهُ فِيهَا”.
وفي حديث الترمذي فضيلة من ترك الفاخر من اللباس تواضعا لله تعالی، ولو كان حلالا، وثوابه في ذلك أن يلبسه الله من حلل الجنة لأن من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه، ولا سيما إن كان حراما، ومن تواضع لله رفعه في الدنيا والآخرة.
ودعاه الله اي شهره قاله المناوي.
وليعلم أن الله منزه عن الحرف والصوت متصف بكلام هو صفته تعالی بلا كيف.