اعلم أخي المسلم أن من المحرّمات الكبائر قتل المسلم نفسه، فقد روى البخاري في صحيحه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “مَن قتلَ نفسَهُ بِشَىْء عُذِّبَ به في جهنّمَ”، فالذي يقتل نفسه لا يستفيد شيئا لأن عذاب جهنم شديد، وكذلك عذابه والمشقة التي يلاقيها وهو يقتل نفسه شديدان نسأل الله العافية.
ولكن أهل السنة لا يكفرون المسلم المنتحر ولكنه ارتكب ذنباً كبيراً فظيعاً جداً، لا يكفرونه لأجل حديث صحيح مسلم عن صحابي قتل نفسه، فالرسول دعا له بالمغفرة، ولو كان كافراً لما دعا له النبي بالمغفرة، قال صلى الله عليه وسلم: “اللهم وَلِيَدَيْهِ فاغفر”.
وكذلك من قتل مسلماً ظلماً فعليه ذنب كبير جداً، فقد قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي فيه بيان السبع المُوبقات أي المُهلِكات ”وقتل النفس التي حرّم الله إلا بالحق” أخرجه البخاري في صحيحه.
وأشد الذنوب بعد الكفر قتل المسلم ظلماً ويدل على ذلك ما رواه البخاري في صحيحه أنه قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم أَيُّ الذنب أشدّ؟ قال: “أن تجعلَ لله نِدّا وهو خَلَقَك” أي أن تشْرِكَ بالله، قيل: ثم أيّ قال “أن تقتلَ ولدَكَ تخاف أن يأكل معك”، قيل: ثم أيّ، قال “أنْ تزانِيَ حليلةَ جَارِكَ” فجعل رسول الله في هذا الحديث قتل المسلم ظلماً في المرتبة الثانية.
وأما قوله تعالى “ومَن يقتلْ مُؤمنًا مُّتَعَمِّدًا فجزاؤهُ جهنّمُ خالدا فيها” فقد قيل فيه عِدّة تأويلات أحدها أن المراد بهذه الآية الذي يقتل المؤمن مُسْتحِلاً قتله بغير حق فهذا يكفر ويخلد في جهنم، والثاني أن المراد بهذه الآية مَن قتل المؤمن لأجل إيمانه فهذا يكفر أيضاً ويخلد في جهنم هو كذلك