الرسول نور الهدى والحق صلى الله عليه وسلم. نور الهدى نورٌ يعلمه الله وليس نوراً يقاس بضوء الشمس والقمر، فإن نور الهدى أفضل من ضوء الشمس والقمر.
من قال إن النبيّ نورٌ بمعنى الضوء أو أنه صلى الله عليه وسلم مخلوق من الضوء فهو مخطئ. الرسول أحلى من الشمس ومن القمر مجتمعين صلى الله عليه وسلم.
الرسول أحلى وأفضل خلق الله تعالى.
الرسول لم يُخلق من الضوء لأن الله تعالى وصفه في القرآن الكريم بأنه بشرٌ، ولكنه خير البشر صلى الله عليه وسلم.
لو كان الفضل في أن يكون الشيء مضيئاً، لكان ذلك للشمس لأنها تضيء الأرض وشتى أنحاء الدنيا، منذ عهود بعيدة وهي تضيء الأرض، ولكن ذلك بخلق الله تعالى لذلك فيها، وهي – أي الشمس – ليس لها أي إرادة ولا فيها حياة ولا إحساس ولا شعور لديها.
من قال إن النبيّ صلى الله عليه وسلم ضوء أو أنه خلق من الضوء، فهذا لا يعرف اللغة العربية ولا دلالات الكلام الفصيح.
أحد علماء اللغة الكبار ابن السيد البطليوسي (521 هـ.)، وهو من الأندلس، قال في تنزيه الله تعالى: “ومما غلطت فيه المجسمة أيضاً في تفسيرهم قول الله تعالى “الله نور السماوات والأرض”، فتوهموا أن ربّهم نور (أي بمعنى الضوء)، تعالى الله عن قول الجاهلين علواً كبيراً، وإنما المعنى الله هادي أهل السموات (أي من الملائكة) والأرض (أي من مؤمني الإنس والجن).
والعرب تسمي كل ما جلّى الشبهات وأزال الالتباس وأوضح الحق نوراً، قال الله تعالى “وأنزلنا إليكم نوراً مبيناً” يعني القرآن، وعلى هذا المعنى سمّى (الله) نبيّه صلى الله عليه وسلم “وسراجاً منيراً”. وقال العباس بن عبد المطلب يمدح النبي صلى الله عليه وسلم “وأنت لما ظهرتَ أشرقَت الأرض وضاءت بنورك الأفق”، وعلى هذا مجرى كلام العرب. اهـ.
فانظر إلى قوله رحمه الله: “والعرب تسمّي كل ما جلّى الشبهات وأزال الالتباس وأوضح الحق نوراً” إلى آخره، وليس معنى “وسراجاً منيراً” أن الرسول كان كل الوقت كأنه مصباح فيه ضوء مثل الكهرباء يضيء في الليل أو في النهار، ومن هذا الذي يقول بذلك الكلام الفاسد؟!.
وفق الله كاتبه وناشره وعافانا وختم لنا ولمن قال آمين بخير ورزقنا رؤية النبيّ صلى الله عليه وسلم عاجلاً وآجلاً، آمين. أرجو الدعاء. شكراً.