خالقُ كلّ شيء هو الله وحده لا شريك له. المشيئة صفة أزلية لله. ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن.
لو كانَ للإنسَانِ تَصَرُّفٌ مُطلَقٌ لم يَدْعُ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بقَولِه: “اللهمَّ مُصَرّفَ القُلوبِ صَرِّفْ قلُوبَنا على طَاعَتِك” والحديثُ رواه مسلم والبيهقي وغيرهما.
كل ما يفعله البشر بخلق الله تعالى.
وفي قولِ اللهِ تبَارك وتعالى: “فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللهَ رَمَى” (الأنفال، 17) أَبْيَنُ البَيانِ بأنّ أفعَالَ العِبادِ الاختِياريّةَ بخَلق الله تعالى ليسَت بخَلقِهم، لأنّ القَتلَ المذكُورَ المسنَدَ للعِباد هوَ مِن أفعالهم الاختياريّة ومع ذلكَ اللهُ تعالى قال: “فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللهَ قَتَلَهُمْ” أي ليسَ لكُم مِن ذلكَ إلا الكَسب.
وكذلكَ اللهُ تعالى نفَى الرّميَ الذي حَصَلَ مِنَ الرّسولِ مِن حيثُ الخَلقُ.
نَفَى أن يكونَ خَلقًا للرّسول، وأَثبَت أنّه خَلقٌ لله، أي أنّ الرّسولَ لم يَخلُق ذلكَ الرّمْيَ الذي رَماهُ، إنّما الذي خَلقَ ذلك ّالرّمي هوَ الله.ُ فنَفى اللهُ الرّميَ عَنهُم مِن وَجْه، وأَثبَته لهم مِن وَجْه.
أَثبتَه للرّسولِ مِن وَجهِ الكَسْب ونَفاهُ عَنهُ مِن وَجْه الخَلْق.
وهكَذا سائرُ الأفعالِ الاختياريّةِ هيَ تُنسَبُ إلى العبادِ مِن حَيثُ الكَسبُ، وأما مِن حَيثُ الخَلقُ تنسب لله تعالى.
فمَن قالَ خِلاف هذا فهو مُعتَزليّ في هذه المسئلة وإن لم يكن معَهُم في سائرِ مسَائلِهم.
ومن خالف اهل السنة في ذلك فهو الهلاك والعياذ بالله تعالى.
هذه احدى المسائل التي ضلّ فيها المعتزلة القدَرية وخرجوا عن عقيدة الاسلام وكذبوا القرآن.
الخلق لله وحده فمن نسبه للعبد فهو ضالّ لا يعرف الاسلام.
وفق الله كاتبه وناشره وعافانا وختم لنا ولمن قال آمين بخير ورزقنا رؤية النبيّ صلى الله عليه وسلم عاجلاً وآجلاً، آمين