من إرث الرحمة من علم شيخنا الفقيه الحافظ عبدالله الهرري رحمه الله:
من الدّليل على أنّ اللهَ ليسَ مَوجُوداً في مكان أنّه أسمَع محمّدًا كلامَه (ليس حرفاً ولا صوتاً) ليلةَ المعراج ومحمد في ذلكَ المكانِ العَالي، وأسمعَ موسَى كلامَه وموسى في جبَل الطُّور في الأرض.
فلَو كانَ اللهُ في جهةِ فَوق كانَ موسى طلَب أن يَصعَد إلى فوق ليَسمَع كلامَ الله.
السّلف والخلف على هذه العقيدة إلا المشَبّهة الذين يعتقدونَ التّحيُّز والحركةَ لله. (وهذا كفر).
السّلَف كانوا يُنَزهون الله عن الحركة والسكون، الإمام أحمد الذي كان في القرن الثاني الهجري قال في قول الله: {وَجَاءَ رَبُّكَ} إنما جاءَت قُدرَتُه، معناه لا يجوزُ على الله الحركة والسكون.
الذي جاء قُدرته أي ءاثارُ قُدرتِه العظِيمة التي تَظهَر يومَ القِيامة، ءاثارُ قُدرتِه.
فلو كانَ يَجوز عليه المجيء بمعنى التّحَرّك مِن عُلْو إلى سُفْل ما أوّلَ (الامام احمد) الآيةَ بل كانَ تَركَها على الظّاهِر، لكن لا يجُوز تأويلها (اي تفسيرها) على الظّاهِر، لذلك عدَل عن ذلك ففَسّرَها بمَجِيء قُدرَتِه (أي آثار قدرة الله من الأشياء العظيمة التي تظهر يوم القيامة). انتهى. ارجو نشره والدعاء.