من إرث الرحمة من علم شيخنا الحافظ الفقيه عبد الله الهرري، قال رحمه الله وغفر له ولوالديه آمين:
الحمدُ للهِ ربِ العالمينَ (يعني هذا اللفظ في مجمله) فيه إثباتُ استحقاقِ الحمدِ للهِ تعالى لأنهُ المنعِمُ الحقيقي،ُ فما من نِعمةٍ إلا وهي خَلْقٌ للهِ تعالى.
قال اللهُ تعالى: “وما بِكم من نِعمةٍ فمِنَ الله”.
الله أنعمَ علينا بالوجودِ وأنعمَ علينا بالحواسِّ الخمسِ وبالعقلِ وبالمعرفةِ بمعرفةِ المنافع والمضارِّ.
يخرجُ الإنسانُ من بطنِ أمِهِ لا يعلمُ شيئاً ولا يتكلمُ ولا يمشي ولا يُمَيِّزُ بينَ ما ينفعُهُ وبين ما يضُرهُ، فالعبدُ وما فيهِ من نِِعمةٍ مِلْكٌ للهِ تعالى وتحت تصرُّفِه.ِ
ثم مهما تصرَّفَ العبدُ في حركاتهِ وسكناتهِ فهو في قبضةِ الله (اي تحت قدرة الله).
هذه النِعَمُ يشترِكُ فيها المؤمنونَ والكافرونَ، لكنَّ الكافرينَ منهم وإن شاركوا المؤمنينَ في هذه النِعَمِ إلا أنَّ هذه النِعمَ تعودُ في الآخرةِ وبالاً عليهم لأنَهم لم يُؤَدُّوا شُكرَها للهِ تعالى.
هذهِ النِعمُ التي أنعمَ اللهُ بها عليهم في الدنيا ما أدَّوْا شُكرَها، فلذلكَ هي وإن كانت في الدنيا نِعمةً فهي نِقمَةٌ عليهم في الآخرةِ. اهـ
وشكر النعمة يكون بحفظها من الحرام.