الردُّ على الألباني في تَحريمِه استِعمالَ السُّبحَة للذِّكْر.
مِن جملَةِ بِدَع هَذا الرَّجُل المحَرّمَة تَحريمَه استِعمالَ السُّبحَة، وهو بهذا خَالَف السَّلَف والخَلَف فقَد كانَ العِباد الصّالحون مِنَ السّلَف الذينَ يُقتَدى بهم يَستَعمِلُونَ السُّبحَة كالجنَيد بنِ محمّد البَغدادي وقَد قالَ فيهِ ابنُ تَيمِيَة (الضال يستدل به ضد الالباني) إنّه (اي الجنيد) إمامُ هُدى ذَكَر ذلكَ في أكثَر مِن كِتاب مِن كتُبِه.
ومِنَ الدّليل على جَوازه الحديثِ الذي أخرجَه ابنُ حِبّان وصَحّحَه وحَسّنَه الحافظُ ابنُ حَجر في أماليّه أنّ الرسولَ صلّى الله عليه وسلم دخَل مع سَعدِ بنِ أبي وَقّاص على امرأةٍ في يَدِها نَوًى أو حَصًى تُسَبّح بها فقال: “ألا أُخبِرُكِ بمَا هوَ أَيسَرُ عَليكِ وأَفضَل: سُبحَانَ اللهِ عَدَدَ مَا خَلَق في السّماء، سُبحَان الله عدَدَ ما هوَ خَالق، واللهُ أكبَرُ مِثلُ ذلكَ، والحَمدُ للهِ مِثلُ ذلك، ولا حَولَ ولا قُوّةَ إلا باللهِ مِثلُ ذلك”. هذا سِياقُ الحديثِ عندَ ابنِ حِبّان، وأمّا سِياقُ لَفظِ الحديث الذي رواه الحافظُ ابنُ حَجَر فهوَ كذلك “سُبحانَ اللهِ عَدَدَ ما هوَ خَالِق، واللهُ أَكبَرُ مِثلُ ذلكَ، والحَمدُ للهِ مِثلُ ذلكَ، ولا إلهَ إلا اللهُ مِثلُ ذلكَ، ولا حَولَ ولا قُوّةَ إلا باللهِ مِثلُ ذلك”، فإن قالَ الألبانيّ إنّ هذا الحديثَ ضَعِيفٌ لأنّ أحَدَ رُواتِه مختَلَفٌ فيهِ قيلَ لهُ كَلامُكَ لا عِبرَة بهِ بَعدَ تَصحِيح ابنِ حِبّان وتَحسِينِ الحافِظ ابنِ حَجَر لهُ في الأماليّ، وأَنت (يا ألباني)َ لَستَ مِن أَهلِ التّصحِيح والتّضعِيف، بَينَكَ وبينَ هذه المرتَبةِ بَونٌ بَعِيدٌ فاعْرِفْ نَفسَك أينَ أنتَ.
الحافظُ مِنَ الحُفّاظ قَد يُصَحّحُ أو يُضَعّف حَديثًا في بَعضِ رُواتِه مَن هوَ مُتَكَلَّم فيه لشَاهِدٍ أو اعتِبَار، أو لأنّ ذلكَ الرّاوي المختَلَف فيهِ ثِقَةٌ عِندَهُم لأنّ كثِيرا مِنَ الرُّوَاةِ مُختَلَفٌ فيهِم، يَعتَبرُه بَعضُ أهلِ الجَرْح والتّعدِيل ثِقَة وبَعضٌ يَعتَبِرُه ضَعِيفًا. ثم مِنَ المعلُوم عندَ المحدّثينَ أنّ الضّعِيفَ يُعمَلُ به في الأذكَار والدّعَواتِ والمناقِب وفَضائِل الأعمال والتّفسِير كمَا ذكَر البَيهقيّ ذلكَ في المدخَل، والسُّبحَةُ المستَعمَلةُ اليَوم وقَبلَ اليَوم في معنى الخَيْط الذي كان أبو هريرةَ يُسَبّحُ به، كانَ فيهِ ألفَا عُقدَة وثبَتَ أنّه كانَ يُسَبّح اثنتَي عَشْرَة ألفَ تَسبِيحَة كُلَّ يَوم وكانَ يَقُولُ أُسَبّحُ اللهَ بقَدْر ذُنوبي، فلا فَرقَ بَينَ ذلكَ الخَيطِ وبينَ النَّوَى والحَصَى كما قالَ الشَّوكاني (يستشهد به ضدهم وهو غير معتمد) في السُّبحَة، وأنتَ يا ألبَانيّ طَالما شَوَّشْتَ على المسلمينَ بتَحريم ما لم يُحرّم الله فهل لكَ في الرّجُوع إلى ما عليهِ المسلمُونَ قبلَ فواتِ الأوان (هذا قبل ان يموت الالباني وقد مات الخبيث).