من باب البيان وقد وصلتني صورة من كتاب أبي علي الحبتري محمود قرطام اسمه القلائد الذهبية ص 707 أقول:
1 – إن من اعتقد في الله الجسمية كافر كما نصّ على ذلك الأكابر منهم الإمامان الشافعي وأحمد رضي الله عنهما، الأول نقله في الأشباه والنظائر للسيوطي، والثاني نقله في تشنيف المسامع للزركشي، وهما حافظان مشهوران ينقلان عن إمامين مجتهدين، ولا يوجد إمام مجتهد قال بخلاف ذلك. ثم لأن المجسّم لا يعبد الله تعالى فيكون كافراً، ثم المجسم مكذّب لقول الله تعالى: “ليس كمثله شيء”، وتنزيه الله عن مماثلة المخلوقات من أركان العقيدة الإسلامية من نفاه فهو لا يعرف الإسلام ما هو.
2 – في ما وصلني من كتاب أبي علي الحبتري محمود قرطام “القلائد الذهبية” ص 707، رد من الحبتري على الشيخ جميل حليم حفظه الله، وهو (أي الشيخ جميل) نقل عن القرطبي أن الصحيح تكفير المجسمة وكلامه حق بلا شك.
3 – ولكن يقول الحبتري إن كلام القرطبي يلجم الشيخ جميلاً ويقيّد يديه حسب نص الحبتري في ما وصلني، فهذا مردود عليه أي على الحبتري، لأن طالب العلم المبتدئ يعرف أن مقابل الصحيح هو الباطل، فالقرطبي يقول الصحيح تكفير المجسمة، ولم يقل إن هناك خلافاً معتبراً في تكفيرهم.
4 – فما استند إليه الشيخ جميل حليم في محله تماماً لأنه ينقل القول الصحيح المعتبر شرعاً، وخلاف الصحيح من حيث الاصطلاح عند الأصوليين هو الباطل كما هو معروف عند طالب العلم فضلاً عمن يتصدر لجمع كتاب نحو 1500 صفحة، المئات منها تدور حول مسألة ما كان الحبتري يحتاج أن يدندن حولها، فإن من ينقل أقوالاً باطلة في عدم تكفير المجسمة بل وعدم تكفير القدرية الذين وصفهم النبي صلى الله عليه وسلم بأنهم مجوس هذه الأمة، فكلامه مردود عليه، وهو يناقض ما كان عليه نهج شيخنا الفقيه الحافظ الأصولي عبدالله الهرري الأشعري الشافعي رحمه الله.
5 – أنا في الحقيقة أتعجب من هذه الجرأة أن يجمع الحبتري كتاباً بهذا الحجم وينشره في البلاد، يظن الشخص من عنوانه أنه في علم الحديث، فإذا به في نشر أقوال باطلة لا زمام لها ولا خطام، يجمع شتات الشاذ الباطل في مسائل أساسية في العقيدة ويفخم من هي منسوبة إليهم تلك الأقوال غاية التفخيم، فقد يقول قارئ لكلامه ومن يكون الشيخ عبدالله الهرري الصوفي (حسب تعبير الحبتري أحياناً) أو الشيخ جميل أمام هؤلاء الذين يكيل لهم الحبتري مديحاً كبيراً من قرأه من الأغرار قد يقع في الكفر وهو لا يدري، يقول إن كان هذا الإمام يقول بعدم تكفير المجسمة والقدرية فلا بأس في الثبات على هذا الاعتقاد، فينزلق إلى الضلال وهو لا يشعر.
أتعجب من هذه الجرأة على هكذا جمع ضخم أتعب الحبتري نفسه فيه بلا أدنى مصلحة شرعية، ولا حول ولا قوة إلا بالله.