يُستحب مَدْحُ سيدنا النّبيّ بالنّثْر وبالنّظْم جماعَةً وفُرادَى، فلا يُنكِرُه إلا بِدْعِيٌّ جَاهِلٌ. والدليل قوله تعالى فيه صلى الله عليه وسلم:{وعَزَّرُوهُ ونَصَرُوهُ} ومَعنى عّزَّرُوه أَثْنَوا علَيهِ ومَدَحُوهُ.
وقد ثبَتَ المدحُ الإفرادِيّ للنبيّ صلى الله عليه وسلم عن عمّه العَبّاسِ رضي الله عنه وغَيرِه، أمّا العَبّاسُ فقد قال: يارسُولَ اللهِ إني أُريدُ أَنْ أَمتَدِحَكَ فقَالَ الرّسولُ: قُلْ لا يَفضُضِ اللهُ فَاكَ (فمك، ومعناه لا تسقط أسنانك). فقَالَ العباس في أَبْياتٍ:مِنْ قَبْلِهَا طِبْتَ في الظِّلالِ وفي مُستَودَعٍ حِينَ يُخصَفُ الوَرَقُ؛ إلى أنْ قالَ:فنَحنُ في ذلكَ الضِّياءِ وفي النّـــورِ وسُبلِ الرَّشَادِ نَختَرِقُ؛قال الحافظُ ابنُ حجَرٍ في الأمَاليّ: حديثٌ حسَن.
وأما مَدحُه علَيهِ الصّلاةُ والسّلام جماعةفمستحب كذلك لما رواهُ ابنُ ماجَه بإسنادٍ صحِيحٍ أنّ الرّسولَ مَرّ ببعضِ المدينةِ فإذَا بجَوارٍ يَضْرِبْنَ بالدُّفِّ ويَتَغنَّينَ ويَقُلنَ :نحنُ جَوارٍ مِنْ بَني النّجّارِ…ياحَبّذَا محمّدٌ مِنْ جَــــــــار؛ صحّحَهُ الحافِظُ أبو بَكرٍ الأبُوصِيرِي في كتابِه مِصباح الزّجاجَة.
ومن جميل جمال مدح النبي ماجاء عن الحافظ ابن حجر العسقلاني في بعض قصائده التي سـمّاها النيّرات السبع يقول مادحاً متوسّلاً برسول الله صلى الله عليه وسلم:
يا ســيّدي يا رســول الله قد شـرُفت قصـائدي بمديحٍ فيك قد رُصــِفا؛
مدحتك اليوم أرجو الفضل منك غداً من الشفاعة فالحظني بها طرفا؛
بباب جـودك عبدٌ مذنبٌ كـلِفٌ يا أحســنَ الناس وجهاً مـشــرقاً وقـفا؛
بكم توسّـــل يرجو العفو عن زلـل من خـوفه جفنُه الهـامي لقد ذرَفا؛
وإن يكن نســبة يُعزى الى حجـر فطـالما فاض عذبـاً طـيّـباً وصفا؛