مقدمة شرح عقيدة ابن عساكر 2،
من هو فخر الدين ابن عساكر رحمه الله؟
الجواب: هو عبد الرحمن بن محمد الدمشقي، معروف بفخر الدين ابن عساكر. وهو ابن أخي الحافظ المشهور أبي القاسم ابن عساكر محدث الشام. ولد سنة خمسين وخمسمائة في بيت جليل كبير، واهتم رحمه الله بالعلم من صغره، وتفقه على قطب الدين النيسابوري وزَوَّجه ابنته، وتلقى العلم أيضًا من عمه وغيره، ودرّس وحدَّث في مكة ودمشق والقدس وغيرها، ومدحه عدد من العلماء، وقال تاج الدين السبكي في طبقات الشافعية: “هو آخر من جُمِعَ له بين العلم والعمل، اتفق أهل عصره على تعظيمه في العقل والدين”.
وقال أبو شامة: “بعث إليه المعظّم ليوليه القضاء وطلبه ليلاً، فجاءه فتلقاه وأجلسه إلى جنبه، فأحضر الطعام فامتنع، وألحَّ عليه في القضاء فقال: أستخير الله، فأخبرني من كان معه قال: ورجع ودخل بيته الصغير الذي عند محراب الصحابة – أي في الجامع الأموي – فقام ليلته في الجامع يتورع ويبكي إلى الفجر، فلما أصبح أتوه فأصرَّ على الامتناع وأشار بابن الحرستاني فوُلِّيَ، وكان قد خاف أن يُكره فجهز أهله للسفر وخرجت المحابر إلى ناحية حلب، فردَّها العادل وعزّ عليه ما جرى ورقّ عليه وقال: عيّن غيرك، فعيّن له ابن الحرستاني”.
ومن شعره:
خَف إذا ما بِتَّ ترجو * * * * وارجُ إن أصبحتَ خائف؛
كم أتى الدهرُ بعُسرٍ * * * * * فيه لله لطائف؛
وصنف في الفقه والحديث عدة مصنفات. وتوفي في عاشر رجب سنة 620 هـ، ودفن في مقابر الصوفية في دمشق.
قال أبو شامة: “أخبرني من حضره قال: صلى الظهر وجعل يسأل عن العصر، وتوضأ ثم تشهد وهو جالس وقال: رضيت بالله ربًّا وبالإسلام دينًا وبمحمد نبيًّا، لقنني الله حجتي، وأقالني عثرتي، ورحم غربتي، ثم قال وعليكم السلام، فعلمنا أن قد حضرت الملائكة ثم انقلب ميتًا” ا.هـ.، وكان مرضه بالإسهال رحمه الله تعالى. أرجو الدعاء