اعلموا إخواني أن معنى القدير في حق الله تعالى أنه سبحانه وحده المتَّصف بالقدرة التامة، وهي صفةٌ أزليّةٌ أبديةٌ يؤثّر بها في الممكنات، أي في كل ما يجوز في العقل وجوده وعدمه، بها يوجِد ويُعْدِم.
وبمعناه القادر إِلا أنَّ القدير أبْلغ لأن معنى القادر المتّصف بالقدرة، وأمَّا القدير فمعناه أن له سبحانه قدرة تامَّة.
ومعنى الفعّال لِمَا يُريد أنه قادرٌ على تكوين ما سبقت به إرادته، وكل صفاته تعالى أزلية.
لا يعجزه شيء ولا يمانعه أحدٌ، ولا يحتاج إلى استعانة بغيره، ولا يتخلّف مراده، ولا تتغير مشيئته.
ومعنى ما شاء الله كان وما لم يشأْ لم يكن، أن كل ما شاء الله في الأزل أن يكون فإنه يكون، وما لم يشأ الله في الأَزل أن يكون فإنه لا يكون.
ولا تتغيّر مشيئة الله لأنَّ تغيّر المشيئة دليلُ الحدوث والمخلوقية، وهما مستحيلان على الله.
الله تعالى على حسب مشيئته الأزليّة يغيِّر المخلوقات من غير أن يتغيّر هو ولا مشيئته. وهذا اللفظ أجمع عليه المسلمون سَلَفُهم وخلفُهم وهو مأخوذ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد روى أبو داود في سننه أنه صلى الله عليه وسلم علّم بعض بناته: “ما شاء الله كان وما لم يشأْ لم يكن” وَلَم يُخالف فيه إلا المعتزلة ومن اتَّبعهم وهو كفر وضلال.
المسلم يعتقد ان كل ما شاءَ الله في الأَزل وجوده دخل في الوجود، وما لم يشأ الله في الأَزل وجوده لا يدخل في الوجود ولو دعا داعٍ أو تصدّق متصدّق لأن الله عز وجل لا يتغير ولا تتغير مشيئته عز وجل. ارجو الدعاء