من فقه الإمام أبي حنيفة قال رضي الله عنه: الأنبياء من أهل الجنة، ومن قال الأنبياء إنه من أهل الجنة فهو من أهل الجنة. انتهى.
الأنبياء كلهم ومن شهدوا له بالصلاح وبأنه من أهل الجنة والأولياء المتقون لله عز وجلّ، كل هؤلاء ليس عليهم نكد في قبورهم ولا في الآخرة، بل هو النعيم المقيم إلى ما لا نهاية له.
وشفاعة النبي محمد لا تكون إلا لمن آمن به صلى الله عليه وسلم، ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لابنته فاطمة أول ما نزل عليه القرآن: “يا فاطمة بنت محمد سليني من مالي ما شئت لا أغني عنك من الله شيئًا” (رواه البخاري) معناه لا أستطيع أن أنقذك من النار إذا لم تؤمني، معناه في الدنيا أستطيع أن أنفعك بمالي أما في الآخرة فلا أستطيع أن أنفعك إن لم تدخلي في دعوة الإسلام.
فيجب الإيمان بالشفاعة وهي تكون للمسلمين فقط، فالأنبياء يشفعون وكذلك العلماء العاملون وشهداء المعركة والملائكة يشفعون.
والشفاعة هي طلبُ الخير من الغير للغير أي أن الشفعاء يطلبون من الله إسقاط العقاب لبعض العصاة من المسلمين، وقد فسَّر أهل السنة الشفاعة بإسقاط العقاب وذلك قد يكون قبل دخول النار وقد يكون بعده.
وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم يختص بالشفاعة العُظمى وهي للفصل بين الخلق أي لتخليصهم من الاستمرار في حرّ الشمس في الموقف. وقد سُميت الشفاعة العظمى لأنها لا تختص بأمته فقط بل ينتفع بهذه الشفاعة غير أمته من المؤمنين لأنَّ العذاب أنواع ليس العذاب بدخول النار فقط بل تسليط الشمس عليهم في الموقف عذابٌ، والفضيحة هناك في ذلك المشهد عذابٌ، فإن بعض المسلمين يُفضحون ينادي عليهم الملك من الملائكة هذا فلان بن فلان عمل كذا، لأنَّ الخلق يكون عليهم وقوفٌ حتى يُقضى بينهم بصرفهم إلى الجنة أو إلى النار، حتى يقول الكافر من شدة البؤس الذي يقاسيه من حرّ الشمس: يا ربّ أرحني ولو إلى النار. والعياذ بالله تعالى، أرجو نشره والدعاء