تنبيهات مهمة من معاصي اللسان:
الغيبةُ حرامٌ، وهي ذكرك أخاك المسلم في خلفه بما يكرهه أي بما يكره قلبه مما فيه، سواء كان مما يتعلق ببدنه أو نسَبه أو ثوبه أو داره أو خُلُقه أو زوجته، فلا يجوز أن تذكر المسلم في خلفه بما يكرهه لو سمعه.
وإذا كان في وجهه، فإن كان فيه إيذاء أيضًا فحرام لكن لا يُسمى غيبة. الغيبة ما يكون في الخلف.
أما لسبب شرعي فتجوز الغيبة كالتحذير من أهل الفساد والضلال والغشاشين في الدّين أو في التجارة.
ولتحذر النميمة ايضاً وهي من معاصي اللسان التي هي من الكبائر، والنميمة هي نقل القول من شخص إلى شخص ومن ذاك الشخص إلى الشخص الاول للإفساد بينهما.
فالنميمة هي نقل القول بين اثنين لإيقاع البغضاء بينهما، وهي أشدُّ إثمًا من الغيبةِ. قال الله تباركَ وتعالى: “همَّاز مشَّاءٍ بنميم” (سورة القلم)، وقالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا يدخلُ الجنةَ قتَّاتٌ” رواه البخاري، والقتَّاتُ هو النمّام.
قال العلماءُ معنى قوله عليه السلام “لا يدخلُ الجنةَ قتَّاتٌ” أي لا يدخلُ المسلم النمام الجنة مع الأوَّلين بل يدخُلها بعدَ أن يُقاسي ما يقاسي من أهوالِ الآخرةِ، هذا إن جازاهُ الله ولم يعف عنهُ، فقد يعفو الله عنه، إلا الكفر لا يغفره الله لأي إنسان مات عليه.
والنميمة والغيبةُ وعدمُ التنزّهِ من البولِ أكثرُ أسبابِ عذابِ القبر.
وأما قوله تعالى: “والفِتنةُ أشدُّ منَ القتلِ” (سورة البقرة)، فمعناهُ الشِركُ والكفر أشدُّ منَ القتلِ وليسَ معناهُ أنّ مجردَ الإفساد بينَ اثنين أشدّ ذنباً من قتل المسلم ظلمًا، بل الذي يعتقدُ ذلكَ يكفر والعياذُ بالله لأنهُ منَ المعلومِ من الدينِ ضرورة أنَّ قتلَ المسلمِ أكبر الذنوبِ بعدَ الكفرِ على الإطلاقِ، ومَن أنكرَ هذا فهوَ مرتدٌّ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لَزوالُ الدنيا أهونُ عند الله من قتل رجل مسلم” رواه النسائي.
وفق الله كاتبه وناشره وعافانا وختم لنا بخير، آمين