روى الحافظ النّسائي بفتح النون نسبة الى مدينة نسا، سمع من طبقة إسحق بن راهويه وكان من بحور العلم مع الفهم والإتقان ونقد الرجال، توفي رحمه الله سنة 303 للهجرة، ذكر في باب الاِستعَاذَةِ مِن شَرِّ شَيَاطِينِ الإِنسِ قال: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُالرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِاللَّهِ عَنْ أَبِي عُمَرَ عَنْ عُبَيْدِ بْنِ خَشْخَاشٍ عَن أَبِي ذَرٍّ قَالَ: دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهِ، فَجِئْتُ فَجَلَسْتُ إِلَيْهِ فَقَالَ: “يَا أَبَا ذَر،ٍّ تَعَوَّذ بِاللَّهِ مِن شَرِّ شَيَاطِينِ الجِنِّ وَالإِنسِ”. قُلتُ: أَوَلِلإِنسِ شَيَاطِينُ؟، قَالَ: “نَعَم”. انتهى.
فمما يُستفاد من هذا الحديث الشريف الدعاء الذي علمه النبيّ الكريم لأبي ذرّ الغفاري رضي الله عنه، وأن في الإنس شياطين منهم الدعاة الى الضلالة والعقائد المنحرفة الزائغة، وأنه من العقل والديانة تجنب الاستماع إليهم، وأنه من التقوى الاستعاذة بالله منهم، لا كما يقول بعض الجهال أنا أسمع الجميع سواء كان سنياً أو مبتدعاً وأنتقي من هذا وذاك ما أريد، فمن يفعل ذلك يخاطر بدينه وقد يعتقد الضلال فينزلق الى الهلاك وهو لا يدري لأنه لم يعمل بهذا الإرشاد النبويّ الشريف.
ومن أراد التحصّن فعليه بالعلم على طريقة أهل السنة والجماعة ولا سيما في الاعتقاد، ومن أساس ذلك ما قاله الإمام أبو حنيفة رضي الله عنه: إن الله تعالى موجود بلا كيف ولا مكان. أرجو نشره والدعاء