سؤال: ما حكم الشرع في هذه الصيغة للصلاة على النبيّ: “اللهم صلّ صلاة كاملةً وسلم سلاماً تاماً على سيدنا مُحمد الذي تنحلّ به العقدُ، وتنفرجُ به الكُربُ، وتُقضى به الحوائجُ، وتُنالُ به الرغائبُ، وحُسنُ الخواتيم، ويُستسقى الغمامُ بوجهه الكريم، وعلى آله وصحبه الطاهرين”.
الجواب: هذه الصيغة صيغة مباركة جائزة لما فيها من مدح النبي صلى الله عليه وسلم بما هو أهله، وقد مدحه الصحابة والمسلمون في حياته وبعد وفاته صلى الله عليه وسلم، وقبل ذلك مدحه كتاب الله تعالى وأمر بتعظيمه وتبجيله، قال تعالى: “فَالَّذِينَ ءامَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ” (الأعراف، 157).
وهو عليه الصلاة والسلام علم الصحابة الكرام التوسل به كما ذكر حديث الاعمى رواه الترمذي وفيه: “ﻓﺄﻣﺮﻩ ﺃﻥ ﻳﺘﻮﺿﺄ ﻓﻴﺤﺴﻦ ﻭﺿﻮءﻩ ﻭﻳﺪﻋﻮ ﺑﻬﺬا اﻟﺪﻋﺎء: “اﻟﻠﻬﻢ ﺇﻧﻲ ﺃﺳﺄﻟﻚ ﻭﺃﺗﻮﺟﻪ ﺇﻟﻴﻚ ﺑﻨﺒﻴﻚ ﻣﺤﻤﺪ ﻧﺒﻲّ اﻟﺮﺣﻤﺔ، ﺇﻧﻲ ﺗﻮﺟﻬﺖ ﺑﻚ ﺇﻟﻰ ﺭﺑﻲ ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺘﻲ ﻫﺬﻩ ﻟﺘﻘﻀﻰ ﻟﻲ، اﻟﻠﻬﻢ ﻓﺸﻔﻌﻪ ﻓﻲّ” قال الترمذي: ﻫﺬا ﺣﺪﻳﺚ ﺣﺴﻦ ﺻﺤﻴﺢ، كذلك رواه كثيرون وصححوه منهم كذلك الحافظ الطبراني.
وممن رواه كذلك شيخ المجسمة الضالة ابن تيمية قال في مجموعة الرسائل والمسائل “أنَّه صلى الله عليه وسلم علَّم رجلاً أن يدعو فيقول اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ وأتوسلُ إليْكَ بنبيِّكَ نبيِّ الرَّحمةِ، يا محمد يا رسولَ اللهَ إني أتوسلُ بِكَ إلى ربِّي في حاجتي لتُقضى ليَ اللَّهمَّ فشفِّعْهُ في”ّ.
ومعلوم من دين الاسلام ضرورة ان النبي لم تنقطع نبوته بوفاته صلى الله عليه وسلم بدليل قولنا في الصلوات الخمس: السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته.
ومعنى “تنحلُّ به العقد” أي يجد المخرج لما يواجهه من أمور يصعب حلّها عليه.
“وتنفرج به الكُرب” أي يزول به الغم والحزن من النفس.
“وتقضى به الحوائج” أي يحصل ما يريده ويسعى في قضائه من حاجاته.
“وتنال به الرغائب وحسن الخواتيم” أي تتحقق أمنياته سواء في الدنيا أو في الآخرة، ومنه أن يختم له بخير.
“ويُستسقى الغمام بوجهه الكريم” أي يرجى من الله نزول المطر ببركته صلى الله عليه وسلم. والغمام هو السحاب.