تتمة شرح حديث “لا يردّ القضاء إلا الدعاء” رواه الترمذي

Arabic Text By Jul 05, 2015

تتمة شرح حديث “لا يردّ القضاء إلا الدعاء” رواه الترمذي،

نقول:‏

‏1 – ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن.‏

‏2 – علمُ الله ومشيئة الله وتقدير الله وسائر صفاته سبحانه لا تتغيّر.‏

‏3 – الشيء الذي علم الله وقوعه وأخبر أنه يقع بالوحي إلى نبيّ من أنبيائه، أو حتى لم يخبر به أحداً من ‏خلقه، فإنه لا يُرفع بالدعاء ولا بالصدقة ولا بغيرهما‎.‎

‏4 – مشيئة الله تعالى كذلك لا تتغيّر بدعاء ولا تتغيّر بصدقة ولا تتغيّر بغير ذلك‎.‎

‏5 – ما علم الله أنه يكون فإنه لا يتخلّف (لا يتأخر عن وقته) ولا يتغيّر للحديث القدسي في صحيح مسلم ‏وغيره، قال الله تعالى: “يا محمّد إني إذا قضيتُ قضاء فإنه لا يُردّ”.‏

‏6 – الله تعالى لا يتغيّر علمه ولا تتغيّر مشيئته لدعوة داع وإن كان الداعي نبياً أو ولياً صالحاً. النبيّ أو الوليّ ‏لا يغير مشيئة الله تعالى.‏

‏7 – هناك شيء اسمه القضاء المعلق أو القدر المعلق أي أنه معلق في صحف الملائكة، وليس في علم الله ‏شيء معلق على فعل العباد لأن علم الله أزلي. الله يعلم ما كان وما يكون وما سيكون، ولا يخفى عليه شيء‎.‎

‏8 – في صحف الملائكة الكرام يكون مكتوباً مثلاً أن العبد الفلاني إن تصدّق مثلاً أو دعا الله، دفع الله عنه كذا ‏من البلاء أو حقق له مطلوبه؛ وإن لم يتصدّق أو لم يدع ربّه، يصيبه ذلك البلاء أو لا يحقق الله له مطلوبه‎.‎‏ ‏ولكن يكون في علم الله وفي اللوح المحفوظ كذلك ما يفعله هذا العبد من أنه يدعو أو لا يدعو، يتصدّق أو لا ‏يتصدّق، يصيبه كذا أو لا يصيبه كذا، يتحقق مطلوبه أو لا يتحقق مطلوبه. وليس معنى ذلك أن علم الله تعالى ‏معلق على فعل العبد‎.‎

‏9 – من ظن أن تقدير الله الأزلي يتغيّر فهذا ضلال لأن المخلوق هو الذي يتغيّر لحاجته إلى من يُغيّره، أما ‏الخالق فهو الذي يغيّر الخلق من حال إلى حال ولا يحتاج هو إلى شيء سبحانه‎.‎

‏10- كذلك من ظن أن الله تتغيّر مشيئته أو يتغيّر علمه يحتاج لقول الشهادتين بلسانه ليرجع مسلماً، يقول: لا ‏إله إلا الله محمد رسول الله،

‏11- فائدة الدعاء إظهار تذلل العبد إلى ربّه وحصوله على الأجر والثواب من الله ‏تعالى، وقد يحصل مطلوبه وقد لا يحصل. وليس من شرط الدعاء حصول المطلوب ‏وقضاء الحاجة المذكورة فيه، فكم وكم من أناس دعوا الله تعالى فلم يحصل لهم ما ‏طلبوا لسبب أو لآخر، ولكن لهم الأجر والثواب إن أخلصوا. وليس معنى الدعاء أن ‏الإنسان يستطيع أن يغيّر مشيئة ربّه لأن تغيّر مشيئة الله مستحيل شرعاً وعقلاً. ما ‏شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن.‏

‏12- لو كانت مشيئة الله تتغيّر لكان مثل البشر، وهذا مستحيل. قال الإمام الطحاوي: ‏‏”ومن وصف الله بمعنى من معاني البشر فقد كفر”.‏