تتمة شرح حديث “لا يردّ القضاء إلا الدعاء” رواه الترمذي،
نقول:
1 – ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن.
2 – علمُ الله ومشيئة الله وتقدير الله وسائر صفاته سبحانه لا تتغيّر.
3 – الشيء الذي علم الله وقوعه وأخبر أنه يقع بالوحي إلى نبيّ من أنبيائه، أو حتى لم يخبر به أحداً من خلقه، فإنه لا يُرفع بالدعاء ولا بالصدقة ولا بغيرهما.
4 – مشيئة الله تعالى كذلك لا تتغيّر بدعاء ولا تتغيّر بصدقة ولا تتغيّر بغير ذلك.
5 – ما علم الله أنه يكون فإنه لا يتخلّف (لا يتأخر عن وقته) ولا يتغيّر للحديث القدسي في صحيح مسلم وغيره، قال الله تعالى: “يا محمّد إني إذا قضيتُ قضاء فإنه لا يُردّ”.
6 – الله تعالى لا يتغيّر علمه ولا تتغيّر مشيئته لدعوة داع وإن كان الداعي نبياً أو ولياً صالحاً. النبيّ أو الوليّ لا يغير مشيئة الله تعالى.
7 – هناك شيء اسمه القضاء المعلق أو القدر المعلق أي أنه معلق في صحف الملائكة، وليس في علم الله شيء معلق على فعل العباد لأن علم الله أزلي. الله يعلم ما كان وما يكون وما سيكون، ولا يخفى عليه شيء.
8 – في صحف الملائكة الكرام يكون مكتوباً مثلاً أن العبد الفلاني إن تصدّق مثلاً أو دعا الله، دفع الله عنه كذا من البلاء أو حقق له مطلوبه؛ وإن لم يتصدّق أو لم يدع ربّه، يصيبه ذلك البلاء أو لا يحقق الله له مطلوبه. ولكن يكون في علم الله وفي اللوح المحفوظ كذلك ما يفعله هذا العبد من أنه يدعو أو لا يدعو، يتصدّق أو لا يتصدّق، يصيبه كذا أو لا يصيبه كذا، يتحقق مطلوبه أو لا يتحقق مطلوبه. وليس معنى ذلك أن علم الله تعالى معلق على فعل العبد.
9 – من ظن أن تقدير الله الأزلي يتغيّر فهذا ضلال لأن المخلوق هو الذي يتغيّر لحاجته إلى من يُغيّره، أما الخالق فهو الذي يغيّر الخلق من حال إلى حال ولا يحتاج هو إلى شيء سبحانه.
10- كذلك من ظن أن الله تتغيّر مشيئته أو يتغيّر علمه يحتاج لقول الشهادتين بلسانه ليرجع مسلماً، يقول: لا إله إلا الله محمد رسول الله،
11- فائدة الدعاء إظهار تذلل العبد إلى ربّه وحصوله على الأجر والثواب من الله تعالى، وقد يحصل مطلوبه وقد لا يحصل. وليس من شرط الدعاء حصول المطلوب وقضاء الحاجة المذكورة فيه، فكم وكم من أناس دعوا الله تعالى فلم يحصل لهم ما طلبوا لسبب أو لآخر، ولكن لهم الأجر والثواب إن أخلصوا. وليس معنى الدعاء أن الإنسان يستطيع أن يغيّر مشيئة ربّه لأن تغيّر مشيئة الله مستحيل شرعاً وعقلاً. ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن.
12- لو كانت مشيئة الله تتغيّر لكان مثل البشر، وهذا مستحيل. قال الإمام الطحاوي: ”ومن وصف الله بمعنى من معاني البشر فقد كفر”.