من ارث الرحمة من علم شيخنا الفقيه الحافظ عبدالله الهرري رحمه الله:
الرّسولُ صلى الله عليه وسلم قال: “مَن صَلّى عَليَّ عندَ قَبرِي سَمِعتُه ومَن صَلَّى عَلَيَّ نَائيًا بُلّغتُه” رواه السّخَاويّ في كتابه القَولُ البَديع في الصّلاةِ على النّبي الشّفِيع.
وفي هذا دِلالَةٌ على أنّ النّبيّ لا يَخرُج مِن قَبرِه.
فمِنَ الغُلُوّ قَولُ بَعضِهم إنّ الرّسولَ صلى الله عليه وسلم يَذهَبُ إلى كُلّ مَجلِسٍ يُصَلَّى ويُسَلَّم عَليهِ فِيه. وبَعضُهم مِن شِدّة عِنادهِم قَالوا رُوحَانِيّتُه تَحضُر.
الرّسولُ صلى الله عليه وسلم باللَّيل والنّهَار النّاسُ يُسَلّمُونَ علَيه في مَقامِه (في المدينة المنورة) فلَو لم يَكُن في مَقامِه لكَانَ مَعناهُ أنّهم يُسَلّمُونَ على غَائِب.
ثم لم وُكّلَت ملائكةٌ يُبَلّغُونَ السّلام؟، يَدُورُونَ في الدُّنيا كُلَّما صَلّى واحِدٌ على النّبي أو سَلّم يُبَلَّغُ النّبيُّ ذلكَ.
الرسول صلى الله عليه وسلم قال: “فإنّ صَلاتَكُم تُعرَضُ عَليّ” رواه الطبراني.
حديث “إيّاكُم والغُلُوَّ فإنَّ الغُلُوَّ أَهلَك مَن كانَ قَبلَكُم” رواه ابن حبان.
الغُلُوُّ أَهلَكَ بَني إسرائيل.
وممّا يَدُلُّ على أنّ الرّسولَ صلى الله عليه وسلم لا يَعلَمُ الغَيبَ كُلَّه قَولُه علَيهِ السّلام في الحديثِ الذي رواه البُخَاريّ في حَديثِ الصّعقَة حَيثُ قالَ عن سَيّدنا موسَى: “لا أَدري أأَفاقَ قَبلِي أم جُوزِيَ بصَعْقَةِ الطُّور”.
وكذلكَ يُستَدلُّ بحَديثِ أنّه لما سُئل عن خَيْرِ بِقَاع الأرض قال (صلی الله عليه وسلم): “لا أَدري، أَسأَلُ جِبريلَ”، وهذا رواه مُسلِم. ولكنّ هذا الحديثَ قَد يُجِيبُ عنهُ هؤلاء (الفاسدون) بقَولِهم هذا قَبلَ أن يُعَلّمَهُ اللهُ كُلَّ شَيءٍ إنّما بَعدَ ذلكَ عَلَّمَه اللهُ كُلَّ شَىءٍ (اي علی زعمهم وكلامهم مردود). ارجو الدعاء.
وفق الله كاتبه وناشره وعافانا وختم لنا بخير آمين