من أعلام السلف الصالح وأوليائهم معروف الكرخي رضي الله عنه.
كان مِن أهل العلم والعمل، ذكر الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد أن معروفًا ذُكر عند الإمام أحمد فقال بعضُ الحاضرين عنه إنه قصيرُ العلم، فنَهرَه الإمامُ أحمد قال له: أمسِكْ (معناه اسكُت)، وهل يُرادُ من العلمِ إلا ما وصلَ إليه معروف.
وكان رضي الله عنه يقول: إذا أراد الله بعبد شرًّا، أغلقَ عنه بابَ العمَل (أي بالكتاب والسُّنَّة)، وفتحَ عليه بابَ الجَدَل (أي على طريقةِ أهلِ البدعِ كالمشبهة المجسّمة والمعتزلة عن الحق وما لا خير فيه).
وكان يقول: إذا كُنتَ لا تُحسِن تتّقي أكلتَ الربا، معناه أن التقوى تكون بالعلم وإلا لم يعرف الشخص الفرقَ بين البيوعِ الحلال والربا المحرّم، وكلّ الربا حرام.
وكان معروف يبكي ثم يقول: يا نفسُ كم تبكين، أخلِصي تَخلُصي.
واغتاب رجلٌ شخصاً عند معروف، فنهاه معروف قال له: اذكر القُطنَ إذا وُضعَ على عينيك، يعني الموت.
ومن كراماته قال ابن شيرويه: قلتُ لمعروف: بلَغني أنك تمشي على الماء. قال: ما وقع هذا، ولكن إذا هممتُ بالعبور جُمع لي طرفا النهر، فأتخطّاه، رواه الحافظ ابن الجوزي وغيره وهو مشهور.
مات معروف رضي الله عنه سنة مائتين. وعن إبراهيم الحربي وكان من أئمة السلف المجتهدين شيخُ الإسلام في الفقه والزهدِ والحديث، سئل عنه الدارقطني فقال: كان يُقاس بأحمدَ بنِ حنبل في زهده وعلمه وورعه، قال (اي ابراهيم الحربي): “قبرُ معروف الترياقُ المجرَّب”، يريدُ الحربي استجابة الدعاء عند قبر معروف لأن البقاعَ المباركة يُستجاب عندها الدعاء كما أن الدعاءَ في السَّحَر مرجوٌّ، وعقب الصلوات المكتوبات كما جاء في الحديث الشريف رواه الترمذي وحسنه.