من إرث الرحمة من علم شيخنا الفقيه الحافظ الشيخ عبد الله الهرري رحمه الله وغفر له ولوالديه:
الحدّ لا يجوز على الله. الله منـزّه عن الحدّ بمعنى أنه لا تجوز عليه المساحة، ليس مقدرًا بالمساحة، لا يجري عليه التقدير بالمساحة.
الشمس علِمنا أنها مخلوقة ليست هي إلـهًا لأن لها حدًا، مساحةً.
كل شىء له مساحة يحتاج إلى من جعله على تلك المساحة، على ذلك الحد.
لا يقال له (اي لله) حد كبير أكبر من العرش، ولا يقال إن له حدًا بقدر العرش، ولا يقال إن له حدًا أقل من العرش. فالله تبارك وتعالى لا يجوز عليه الحد والمساحة.
دليل ذلك من حيث الشرع: قال الله تعالى: “ليس كمثله شىء”. معناه أن الله تبارك وتعالى لا يشبه شيئًا بوجه من الوجوه، وأما من حيث العقل فلأن الله تبارك وتعالى لو كان له حدٌ أي مِساحة لم يستحق الألوهية.
الشمس نفعها عظيم، شىء محسوس تنفع أبدان الناس وتنفع الأرض التي نعيش عليها وتنفع الماء وتطيِّبُ الماء. ويكفي في عُظم نفعها هذا الضوء الذي ينتشر في النهارِ لأمور المعيشة. مع كل هذه المنافع لا يجوز أن تعبدَ. لا يجوز أن تُتَّخذَ إلـهًا، لأن لها مساحةً لها حدٌ تحتاج إلى من جعلها على هذه المساحة على هذا الحد فلا تصلح للألوهية.
لا يجوز في العقلِ أن يكون الواحد منا خلق نفسه على هذا الحد، وعلى هذا الشكل، وعلى هذه الهيئة. العقل لا يقبل ذلك.
إنما الشىء الذي يصح في العقل أن هذه الأشياء لها خالقٌ ليس لوجوده ابتداء، ليس له حد ولا مِساحةٌ ولا شكل ولا مكان، فيجب أن يكون خالقها الذي خلقها لا يشبهها بوجه من الوجوه. اﻫ الدعاء