الإمام أبو حنيفة رضي الله عنه وهو من أئمة السلف وعظمائهم توفي سنة 150 للهجرة، قال عن الله إنه سبحانه موجودٌ بلا كيف ولا مكان. معنى كلامه وهو إجماع السلف والخلف، أن الله لا مكان له، ليس في مكان عدمي كما يقول بعض الوهابية. يقولون هو في العدم فوق العرش والعياذ بالله، جعلوا الله في العدم، جعلوا العدم من صفات الله تعالى، كأنهم يقولون الله معدوم، ما أشدّ ضلالهم وجهلهم.
كذلك لا نتخيل لله مكاناً ألبتة، فليس الله في مكان نعلمه، ولا هو في مكان لا نعلمه. ولا هو تعالى في مكان واحد، ولا هو في مكانين كما يقول ابن تيمية، يقول هو معنا حقيقة وهو فوق العرش حقيقة، ما أجهله. وكذلك لا نقول إنه سبحانه في كل مكان.
نحن أهل السنة والجماعة ننفي المكان بالمطلق عن الله، لأن المكان صفة المخلوق.
الله تعالى هو خالق الأمكنة والكيفيات والهيئات والصور والأشكال، فلا يوصف بالاستقرار أو الجلوس أو القعود أو التنقل أو الحركة أو السكون.
نحن ننـزه الله عن الجهة والكيفية هكذا قال الإمام الرفاعي رضي الله عنه.
نحن نؤمن بوجوده تعالى من غير أن نتخيّل له جهة، ونقول إنه ليس في جهة معلومة ولا هو في جهة مجهولة؛ ولا في جهة واحدة ولا في كل الجهات. الله لا تحويه الجهات الست كما قال الإمام الطحاوي رضي الله عنه، فليس هو عز وجلّ في جهة فوق ولا في جهة تحت، ولا أمام ولا خلف، ولا يمين ولا يسار.
تنزه ربي عن الشبيه والمثيل والشريك.
من جعل لله تعالى مكاناً فقد جعل لله شركاء في هذه الصفة التي هي صفة المخلوق فيكون ضالاً من حيث اعتقد أن لله شركاء من المخلوقات يشاركهم سبحانه في بعض الصفات التي لا تكون إلا للمخلوق، كأنه يقول الله تعالى مخلوق، فمن هنا قال الأكابر إن من اعتقد أن لله مكاناً فهو كافر.