كل شخص يؤخذ منه ويردّ إلا ما جاء في كتاب الله والخبر الثابت عن المعصوم صلى الله عليه وسلم. ومن رفع علم شيخه فوق علم سيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ضلّ عن الصراط المستقيم، هذه قاعدة من قواعد الإسلام.
قال الله تعالى: “وَمَا آتَاكُم الرَّسُولُ فَخُذوهُ وَمَا نَهَاكُم عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ” (سورة الحشر، 7)، يفهم ان التقوى تكون باتباع الرسول صلى الله عليه وسلم، والشيخ إن كان كلامه مناقضاً لهدي النبوة ولم يحتمل تأويلاً حسناً موافقاً للشريعة فلا يعبأ به، والشريعة هي التي تتّبع وتحكم، هكذا قال الشيخ عبدالقادر الجيلاني رضي الله عنه، وعلى هذا إجماع الصوفية الأكابر لأن هذا قاعدة شرعية.
العبرة باتباع النبي المعصوم، والذي يتصدّر للمشيخة والإرشاد ولا يكون متبعاً للنبي الصادق الأمين، ويتكلم من رأيه وهواه ولا مستند له من الشريعة، فهذا زنديق بلباس شيخ فليحذر، فقد نقل الجنيد سيد الطائفة الصوفية وهو كبير القوم وكلهم له تبع عن أَبي سُلَيْمَان الداراني وكان يسمى زاهد العصر وروى عن سفيان الثوري رضي الله عنهم جميعاً قال (أي الداراني): “رُبَّمَا يقع فِي قلبي النكتة (المسألة) من نكت الْقَوْم (أي الصوفية) أياماً فلا أقبل منه (أي الوارد إلى قلبه) إلا بشاهدين عدلين من الكتاب والسنة” رواه الحافظ السلمي.
الشيخ إن وافق الشريعة ولو بتأويل حسن سائغ فعلى الرأس والعين، وإلا فليس شيخاً ولا كرامة، ومن اتبع هؤلاء لا فقه لهم إلا أشكال المشايخ فهو على خطر في دينه.
فليُحذر أمثال هؤلاء وما أكثرهم، أرى أكثر من واحد من هذا الصنف في الفايسبوك يقال له “العارف بالله” وهم جهلة زنادقة لا حظ لهم من فقه ولا من علم، ولا يحسن أحدهم يكتب عشرة أسطر باللغة العربية من غير أخطاء وكلامهم بالعامية، بل بعضهم حتى العامية لا يحسنها اسمه ناظم القبرصلي، وآخر يحكي لأتباعه قصة ديك ودجاجة. وهذان مثالان من بين كثيرين فتنوا الناس مع أن عوارهم ظاهر جداً وجهلهم بائن لذي نظر إلا لأعمى والعياذ بالله تعالى