يقول الإمام أبو منصور البغدادي (ت 429 هـ.) في كتابه أصول الدين في المسألة السادسة ما نصه: أجمع أصحابنا (يعني أهل السنة والجماعة) على أن إرادة اللَّه تعالى مشيئته واختياره، وعلى أن إرادته للشيء كراهيته (ليس بمعنى الإحساس والشعور) لعدم ذلك الشيء، كما قالوا إن أمره بالشيء نهي عن ضده، وقالوا أيضًا إن إرادته (تعالى) صفة أزلية قائمة بذاته (ثابته له سبحانه لا بمعنى الحلول لتنزه الله عن ذلك). وهي إرادة واحدة محيطة بجميع مراداته على وفق علمه بها، فما علم منها كونه أراد كونه، خيرًا كان أو شرًّا، وما علم أنه لا يكون أراد ألا يكون. ولا يحدث في العالم شيء لا يريده اللَّه، ولا ينتفي ما يريده اللَّه؛ وهذا معنى قول المسلمين: ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن. انتهى
وفق الله كاتبه وناشره وعافانا وختم لنا ولمن قال آمين بخير، آمين