من إرث الرحمة من علم الفقيه الحافظ الشيخ عبدالله الهرري قال رحمه الله:
يَكفُر مَن قال إنّ الصّحَابة ما كانوا يقرؤون (سورة) تَبّت يَدا أبي لهب وتَبّ أمَامَ الرّسول صلى الله عليه وسلم حتى لا يُسِيؤوا إليه واحترامًا لهُ.
وقولُهم (كاذبين) إنّ الرّسولَ قال: لا تَسوؤوني في عَمّي كَذِبٌ. الرّسولُ يُحِبُّ كُلَّ سُوَر القُرءان. والقرءانُ كُلُّه مُبَارك.
أبو لهب كان أعدَى عَدُوّ لرَسولِ الله مِن بَينِ أَهلِه. أبو لهب اسمُه عبدُ العُزَّى إنّما المسلِمُونَ سَمَّوه أبا لهب تَحقِيرًا لهُ. وبعضُ العلَماء يقولون سُمّي أبا لهب لفَرط جمَاله مع أنّه كانَ في إحْدَى عَينَيه عَور أي الذي يَلتَهِبُ جَمالا وهذا غَيرُ صَحِيح. ويمكِن أن يكونَ كانَ لهُ اسمان أبو لهب وعبدُ العُزّى. عَبدُ العُزّى معناهُ عَبدُ الصّنَم الذي كان يُسَمَّى العُزَّى المراد بقوله تعالى: {أَفَرَأَيْتُمُ اللاتَ وَالعُزَّى وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الأُخْرَى} هذه أحد الأوثان المشهورة في الجاهليّة، باسمِه سُمّيَ. أمّا عَبدُ المطّلِب جَدُّ الرّسولِ صلى الله عليه وسلم ليسَ مَعناهُ أنّه كانَ عَبدًا مملوكًا، إنّما المطّلب عَمّ جَدّ الرّسول كانَ مَعه ذاتَ يوم على مَركُوب وكانت ثيابُه رَثّة فقال بعضُ النّاس مَن هَذا فقال عَبدِي فمِن ذلكَ الوقت لَزِقَ بهِ هذا الاسم، هو اسمُه شَيبَةُ الحَمد.
فالذي يقول الرسولُ قالَ لمن يُكثِر مِن قِراءةِ تَبّت يَدا أبي لهب لا تَسُوؤني في عَمّي، كافِر. الرّسول ما كانَ يُحبُّه، وبينَ أهلِه لم يَكُن مَحبُوبًا.
لما نَزَل على الرّسول صلى الله عليه وسلم: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ} الرّسولُ صلى الله عليه وسلم جمَع أَقرباءَه فقال: “إنّي نَذِيرٌ لَكُم بَينَ يَدَي عَذابٍ شديد” (رواه أحمد والبخاري ومسلم والنسائي)، فقالَ هذا الخَبِيث أَلهذا جمَعتَنا تَبًّا لكَ سَائرَ اليَوم. (ابو لهب) سبّ الرّسولَ صلى الله عليه وسلم، ولم يَسُبَّه أحَدٌ غَيرُه مِن أَقربائِه. تَبّا مَعناهُ أنتَ خَاسِرٌ هالِكٌ. فأَنزلَ اللهُ هذه السُّورَة: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ}. (ابو لهب في عذاب دائم لا يخف عذابه ولا ينقطع). ارجو الدعاء.
ارجو الدعاء لكاتبه وناشره ومن يعلمنا الخير، عافانا الله ورزقنا السداد والموت علی الايمان، ءامين