قال الإمام البخاري رحمه الله: “باب مَا يُكْرَهُ مِنْ التَّعَمُّقِ وَالتَّنَازُعِ فِى الْعِلْمِ وَالْغُلُوِّ فِى الدِّينِ وَالْبِدَعِ لِقَوْلِهِ تَعَالَى: يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِى دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ”.
قال الحافظ ابن حجر في شرحه: وأما “الغلو” فهو المبالغة فى الشيء والتشديد فيه بتجاوز الحد وفيه معنى التعمق، يقال غلا فى الشيء يغلو غلواً، وغلا السعر يغلو غلاء إذا جاوز العادة، والسهم يغلو غلوا بفتح ثم سكون إذا بلغ غاية ما يرمى، وورد النهى عنه صريحا في ما أخرجه النسائى وابن ماجه وصححه ابن خزيمة وابن حبان والحاكم من طريق أبى العالية عن ابن عباس قال: “قال لى رسول الله صلى الله عليه وسلم” فذكر حديثا فى حصى الرمى وفيه “وإياكم والغلو فى الدين، فإنما أهلك من قبلكم الغلو فى الدين”. انتهى.
قال في لسان العرب: وفي الحديث: إياكم والغلو في الدين أي التشدد فيه ومجاوزة الحد. انتهى من كلام ابن منظور رحمه الله.
تعظيم الرسول جائز بلا شك، ولكن الغلو غير التعظيم.
تعظيم سيدنا الرسول صلى الله عليه وسلم كما يليق به يحبه الله، أما الغلو في ذلك فهذا مذموم شرعاً.