روى البخاري عن عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم أَخْبَرَتْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بعد أن صَلَّى يَوْمَ خَسَفَتِ الشَّمْسُ.. خَطَبَ النَّاسَ، فَقَالَ فِى كُسُوفِ الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ: “إِنَّهُمَا آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لاَ يَخْسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلاَ لِحَيَاتِهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمَا فَافْزَعُوا إِلَى الصَّلاَةِ”.
قال ابن حجر في شرح البخاري إن الأحاديث الصحيحة ثابتة بلفظ الكسوف فى الشمس من طرق كثيرة، والمشهور فى استعمال الفقهاء أن الكسوف للشمس والخسوف للقمر واختاره ثعلب، وذكر الجوهرى أنه أفصح، وقيل يتعين ذلك.
وتابع ابن حجر: وقوله (أي البخاري): (وقال الله عز وجل: وخسف القمر) فى إيراده لهذه الآية احتمالان، أحدهما: أن يكون أراد أن يقال خسف القمر كما جاء فى القرآن ولا يقال كسف، وإذا اختص القمر بالخسوف أشعر باختصاص الشمس بالكسوف.
والثانى أن يكون أراد أن الذى يتفق للشمس كالذى يتفق للقمر، وقد سمّي في القرآن بالخاء في القمر فليكن الذى للشمس كذلك.
ثم ساق المؤلف (أي البخاري) حديث ابن شهاب عن عروة عن عائشة بلفظ “خسفت الشمس”، وهذا موافق لما قال عروة. لكن روايات غيره بلفظ “كسفت” كثيرة جدا. انتهى كلام ابن حجر رحمه الله.
فخُسُوف القَمرِ وكسُوفُ الشّمس تَخويفٌ وتذكير بالآخرة وانقلاب أحوال الدنيا من حال إلى آخر. معناهُ يا عِبادَ الله استَعِدّوا للآخِرَة فإنّ الدُّنيا إلى زَوال. استَعِدُّوا للآخِرَة تُوبُوا إلى ربّكُم، وتزَوَّدُوا لآخِرَتِكُم هذَا معناهُ، أرجو الدعاء شكراً.
وفق الله كاتبه وناشره وعافانا وختم لنا ولمن قال آمين بخير، آمين