من إرث الرحمة من علم شيخنا الفقيه الحافظ الشيخ عبد الله الهرري قال رحمه الله:
يقولون (اي بعض اهل العلم الكبار) المرزوقُ حَادث (مخلوق) أما فِعل الله الرَّزْق أزليّ (الرزق بفتح الراء).
فِعلُ اللهِ صِفَتُه في الأزل (والمفعول المخلوق اي من رزقهم الله لهم بداية).
الصّفاتُ القَائمةُ بذَاتِ الله (أي الثابتة لله) هؤلاء الثّلاثَ عَشرة (ذكرها في عدد من كتبه رحمه الله)، وعندَ بَعض الأشَاعِرَة البَقاءُ صِفةٌ أزليّة (وبعض الأشاعرة قالوا الله باق بذاته)، أربع عَشرَة صِفَة.
وما سِوى هذه كقولنا: اللهُ رحمنٌ، اللهُ رَحِيم، الله مُصَوّرٌ (بكسر الواو)، اللهُ مَلِك (بكسر اللام)، اللهُ رَزاقٌ، تَصويره تعالى (لغيره) ورحمتُه، عندَ الأشاعرة ليسَت صفاتٍ أزليةً قائمةً بذاتِ الله إنما هي ءاثارُ القُدرة (اي ءاثار قدرة الله، والقدرة أزلية).
بعضُهم يقولونَ الرّحمَة إرادةُ الإنعام، مِن مُتَعلَّقات الإرادة (اي ارادة الله). إرادةُ اللهِ رَزقُ عَبدِه، إرادةُ الله الإنعامَ عليه ليسَت صِفة قائمة بذاتِ الله عندَ الأشَاعرة أي معظَمِهم إلا هؤلاء الثّلاثَ عشرةَ أو الأربع عَشرة.
عندَ بَعضِهم إمَاتَتُه للعِباد وإحياؤه لهم كُلُّ هذا عندَ الماتُريديّة أزليّ. رَزقُ الله العبد (يعني هنا عند الماتريدية يعتبرونه صفة أزلية، رزق الله [بفتح الراء] عندهم أزلي) لَيسَ حَادثًا بل أزليّا، (والمرزوق مخلوق).
كذلك اللهُ يُميتُ عبادَه ويُحيِيهِم، إماتَتُه أزليّةٌ وإحياؤه أزليّ (ومن يحصل فيه الإحياء والإماتة حادث).
البُخَاريّ مع الماتريديّة يقولُ الفِعلُ صِفَتُه في الأزل والمفعولُ مُكَوَّنٌ حَادث.
عندَ الأشَاعِرَة التّكوينُ حَادثٌ ليسَ صِفةً قَائمةً بذاتِ الله (يريد ان التكوين عند هؤلاء الأشاعرة من متعلقات الصفة الأزلية، وليس هو من الصفات القائمة بذات الله. حين يقال صفة قائمة بذات الله اي ثابتة لله وليس علی معنی حالة بالله لأن الله ليس جسما تحل فيه الصفات. الله منزه عن الحلول والمكان والكيفية والحجم. هؤلاء الاشاعرة لا يقولون التكوين صفة ازلية. الشيخ رحمه الله يقول بقول ابي حنيفة والماتريدي والبخاري ان صفات الله من التخليق والترزيق والتكوين والإحياء والإماتة كلها أزلية ثابتة لله في الأزل).
الدعاء لكاتبه وناشره رحمنا الله ولطف بنا دنيا وءاخرة، ءامين