إن العلم بالله تعالى وصفاته أجلّ العلوم وأعلاها وأوجبها وأولاها

Arabic Text By Jun 29, 2015

 

 

من إرث الرحمة من علم شيخنا الفقيه الحافظ الشيخ عبد الله الهرري قال رحمه الله:

إن العلم بالله تعالى وصفاته أجلّ العلوم وأعلاها وأوجبها وأولاها، ويسمى علم الأصول وعلم التوحيد وعلم العقيدة، وقد خصّ النبي صلى الله عليه وسلم نفسه بالترقّي في هذا العلم فقال: “أنا أعلمكم بالله وأخشاكم له”، فكان هذا العلم أهمّ العلوم تحصيلاً وأحقّها تبجيلاً وتعظيمًا؛ قال تعالى: ﴿فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ﴾ [سورة محمّد/19] قدّمَ الأمر بمعرفة التوحيد على الأمر بالاستغفار لتعلّق التوحيد بعلم الأصول، وتعلق الاستغفار بعلم الفروع.

ويسمى هذا العلم أيضًا مع أدلته العقلية والنقلية من الكتاب والسنّة علم الكلام؛ والسبب في تسميته بهذا الاسم كثرة المخالفين فيه من المنتسبين إلى الإسلام وطول الكلام فيه من أهل السنّة لتقرير الحقّ؛ وقيل لأن أشهر الخلافات فيه مسألة كلام الله تعالى أنه قديم – وهو الحقّ – أو حادث (أي مخلوق، وهذا باطل لأن صفات الله كلها أزلية).

فالحشوية (المشبهة لله بخلقه) قالت: كلامه (أي كلام الله) صوت وحرف (وهذا ضلال)، حتى بالغ بعضهم فقال: إن هذا الصوت أزلي قديم وإن أشكال الحروف التي في المصحف أزلية قديمة، فخرجوا عن دائرة العقل، وقالت طائفة أخرى (ضالة عن الحق كذلك لأنهم ينفون صفة الكلام عن الله): إن الله تعالى متكلّم بمعنى أنه خالق الكلام في غيره كالشجرة التي سمع عندها موسى كلام الله، لا بمعنى أنه قام بذات الله كلام هو صفة من صفاته، وهم المعتزلة قبّحهم الله. وقال أهل السنّة: إن الله متكلّم بكلام ذاتي أزلي أبدي ليس حرفًا ولا صوتًا ولا يختلف باختلاف اللغات.

أرجو نشره والدعاء لشيخنا ولكاتبه وناشره، وفقنا الله وفرج كرباتنا، آمين