الجنَّةُ ليسَت مثلَ الدّنيا، في الدّنيا أزواجُ الرّجُل الواحِد يَغَرْنَ بعضُهنّ مِن بَعضٍ هناكَ اللهُ تَبارك وتَعالى ما خَلَق في أزواج المؤمنينَ في الجنَّة الغَيْرَةَ ولا التّحَاسُدَ بَينَهُن ولا التّحاسُدَ بينَ اثنَين ولو كانا متحَاسِدَيْن في الدّنيا عَدُوَّين إلى الغَايةِ في الدُّنيا، هناك يمحُو اللهُ مِن قلُوبهم العَداوةَ والبَعضاءَ والحِقد ويكونُونَ على قَلب رجُلٍ واحدٍ كلُّ أهلِ الجنَّة مِن رجالٍ ونساءٍ، النّساءُ أيضًا هنا في الدّنيا بَعضُهُنَّ أعداءُ بعض، بَعضُهنَّ يُعَادِينَ بعضًا، هناكَ لا يُوجَدُ هذَا، الله تَعالى يُطَهّرُ قلُوبَ أهلِ الجنَّةِ مِنَ البَغضاء والتّحَاقُدِ والتّحَاسُد، نساءُ الرّجُلِ الواحِد يمحو الله الغَيرة من قلوبهنّ، يَمحُو الله تبارك وتَعالى ذلك، يَعِشْنَ عِيشَةً هَنِيئةً ليسَ فيها مُنَغِّصَاتٌ ولا مُكَدِّرات.الرّجلُ الواحدُ في الجنَّة لهُ مائةُ امرأةٍ وأكثَر، الله يُنعِمُ عليه، الله تَعالى شاءَ إكرامَ أهلِ الجنَّة، هناكَ لا ضِيقَ، المنازلُ ليسَت كمنَازل هذه الدّنيا، المؤمنُ له خَيمَةٌ مِن دُرَّةٍ واحِدةٍ واسِعَة سِتُّونَ مِيلا ،مثلُ ما بَين (لبنان) إلى الأردن تَقريبًا، قِسمٌ مِن نِسائه في زاويَة وقسمٌ في زاويةٍ وقِسمٌ في ناحيَة وقِسمٌ في ناحية.أمّا النّساءُ المؤمناتُ مِنَ الإنس فهؤلاء مَن ماتَت مِنهُنّ في نِكاح رَجُلٍ مِن أهلِ الجنَّة تَعُودُ لهُ في الجنَّة، إن كانَا مِن أهلِ الجنَّة يَعُودَانِ للعِشْرَة.
هناكَ في الجنَّةِ مَن ماتَت وهيَ لها زَوج فهيَ لزَوجها الذي ماتَت وهيَ في نِكاحِه، ولم تَتزوّج بَعدَه تَعودُ له، هو ما فيهِ شَىءٌ تَكرَهُه هناكَ إن كانَ دَمِيْمَ الوجه يَكونُ جميلا كيُوسُفَ عليه السَّلام، وإنْ كانَ خُلُقُهُ سَيّئًا هناكَ يَزُولُ عنه ذلكَ الخُلُق السّيّء، فماذا تَكرَه منه بعدَ ذلك مما كانت تَكرَهُه في الدُّنيا لأجلِه مِن الصّفاتِ الذّمِيمَة، لا تَجدُ منه. وأمّا التي ماتَت مِن المؤمنات وهيَ غيرُ متَزوّجة في الدّنيا يُزَوّجُها الله بمن يشَاء، اللهُ تَبارك وتَعالى شاءَ في الأزل أن تكونَ زَوجَة فلان، فذلكَ الشّخصُ الذي شاءَ اللهُ وعلِم بعِلمِه الأزليّ هو يتَزوَّجُها ليسَت هيَ تَنْتَقِي.