شَخصٌ قالَ لا صِحّةَ لظُهور المهدِي.
ج: هذَا جاهِلٌ مُخالِف لأحاديثِ الرَّسولِ صلى الله عليه وسلم ومُخالِفٌ لما اتّفَق عليه الأئمّةُ يجِبُ عليه أن يتُوبَ. قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلم: “*لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَخْرُجَ رَجُلٌ مِن أهلِ بَيتي يُوَاطِىءُ اسْمُهُ اسْمِي واسمُ أبيهِ اسمَ أبي يملأ الأرضَ قِسطًا وعدْلاً كما مُلأت ظُلمًا وجَوْرًا*” رواه ابنُ حِبّان في صحيحِه وأبو داود في سُنَنِه والتِّرمذي في جامعِه والحاكمُ في المستَدرَك مِن حديث عبد اللهِ بنِ مَسعود رَضي الله عنه عن رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلم. هذَا الحديثُ صحيحٌ عندَ أهلِ الحديث ويُوجَدُ غَيرُه، والحديثُ المذكور اتّفَق عليه علماءُ الحديث كُلُّ عالم حَدِيثي يؤمن بأنّ المهديّ لا بُدّ أن يَخرُج ولم يَظهَر إلى الآن إمامٌ بهذه الصّفَة، أمّا أبو بكر وعمر وعثمانُ وعليّ فهؤلاء كانوا راشِدِينَ قائمِينَ بالحَقّ لكن في أيّامِهم ما مُلأت الأرضُ ظُلمًا وجَورًا إنما مُلِأت الأرضُ ظُلمًا وجَورًا منذُ زمَانٍ يَلي زمَانَنا هذَا، فمَعنى الحديث لم يتَحقّق إلى الآن وكلامُ الرَّسولِ صِدقٌ فلا بُدَّ أن يتَحَقّق.
في أيّام المهديّ تَحصُل مَجاعَة، والمؤمنُ في ذلكَ الوقت يَشبَعُ بالتّسبِيح والتّقدِيس، لما يَخرُج الدّجّال الذينَ يؤمنون بهِ يَشبَعُونَ لأنّ اللهَ تَعالى يَفتِنُ بهِ بَعضَ الخَلق، فالذينَ يؤمنونَ به يُيَسّر الله لهم الأرزاق، يُوسّع علَيهم، والمؤمنونَ الذينَ يكَذّبُونَه ولا يَتبعُونَه تَحصُل لهم مجَاعة، اللهُ تَعالى يُعِينُهم بالتّسبِيح والتقديس فهذا يقُومُ مَقامَ الأكل فلا يضُرّهُم الجوع، ثم لما يَنـزل المسيحُ عيسى فيَقتُل الدّجّالَ بعدَ ذلكَ يَصِيرُ رخَاءٌ كبِير كبير، الأرضُ تُخرِج ما في داخِلها مِن الذّهَب حتى إنّه لا يُوجَدُ إنسانٌ يَقبَلُ الصَّدقةَ مِن عمُوم الغِنَى. هذَا الإِنسانُ الذي يَأتي اسمُه محمَّد واسمُ أبيه عبدُ الله ما حصَلَ بعدُ، وهو يكونُ مِن أهلِ بيتِ الرَّسولِ صلى الله عليه وسلم أي حسَنِيًّا أو حُسَينِيًّا مِن ذُرّيّةِ فَاطِمَة، هذَا ما حصَلَ بَعدُ، يَملأ الأرضَ قِسطًا وعَدلا كماملئت ظُلمًا وجَورًا.