حملَةُ العَرش ما وردَ فيهم حَديثٌ صَحِيحٌ عن رسولِ الله أنّهم لا يمُوتُون يومَ القِيامَة عندَ النّفخ في الصّور لكنّه ورَد مِن كلام بَعضِ السَّلَف أنّ حَمَلَة العَرش لا يمُوتُون، يُسْتَثْنون مِن الموتِ، كذلكَ زَبَانِيَةُ العَذاب وخُزَّانُ الجنَّة، مَلائكةٌ وظِيفَتُهم في الجنَّة، وملائكةٌ وظِيفتُهم في جَهنّم هؤلاء لا يمُوتون، وردَ أنّهم لا يموتُون لكنّه ليسَ حَديثَ رسولِ الله إنما هوَ مِن كلام بعضِ السّلَف كذلكَ الحُورُ والوِلْدان، الحورُ العِين لا يَمُتْنَ مُستَثنَياتٌ مِنَ الموت، كذلكَ الوِلْدَان هؤلاء الوِلْدان غِلْمَانٌ أولادٌ خَلَقَهُم اللهُ لخِدمَةِ أهلِ الجنَّةِ، هم بِصُوَر الذُّكُور لَيسُوا مِن بَني آدمَ ولا مِنَ الجِنِّ ولا مِنَ الملائكةِ إنّما هُم خَلقٌ مِن خَلقِ الله خلَقَهُمُ الله تَعالى ليَخدِموا أهلَ الجنَّة لأنّ الواحِدَ في الجنَّةِ ليسَ إنسانًا مُستَوحِشًا مُنـزَويًا فَرِيْدًا ليسَ معَهُ مَنظَرٌ يؤنِسُه، أقَلُّ إنسانٍ مِن أهلِ الجنَّةِ لهُ عشَرةُ آلافٍ مِن هؤلاء الوِلْدان. وظِيفَتُهم خِدمَة هذَا الإِنسانِ الذي عُيِّنُوا لهُ، كُلُّ واحِدٍ منهم يحمِلُ صَفِيحَةً مِن ذهَبٍ وصَفِيحَةً مِن فِضّةٍ لطَعام هذَا الشّخص لذلكَ اللهُ تَبارك وتَعالى قال: ((مُلْكًا كَبِيْرًا)) معناهُ الجنَّةُ يَكونُ فيها مُلكٌ كبيرٌ لِكلِّ واحِدٍ مَعناهُ لا يَستَوحِشُ الإِنسانُ هناك، لهُ خَدمٌ كثيرٌ يَفرَح بهم، يَسُرُّهِ مَنظَرُهم، يَخدمُونه. ((وإذا رأيتَ ثَمَّ رأيتَ نعِيمًا ومُلْكًا كبِيرًا)) وإذا رأيتَ ثَمَّ أي الجنَّةَ رأيتَ نَعِيمًا أي نَعِيمًا عَظِيمًا ومُلكًا كبيرًا، هذَا الذي يكونُ لهُ مِنَ الخَدم عشَرة آلاف فأكثرَ هذَا مُلْكٌ وأَيُّ مُلْكٍ.بعدَ مَوتِ الجنّ والإنس يمُوت الملائكةُ وآخِرُهم مَوتًا عزرائيل، يكونُ هوَ آخرَهم، اللهُ تَعالى يُخرجُ منهُ رُوحَه ثم يُحْيَونَ بعدَ ذلك، قبلَ أن يُحييَ البشَر يُحيَون الملائكة. فهؤلاء المستَثنَون حملَةُ العَرش وخَزَنَةُ الجنَّة وزَبانِيَةُ جَهنَّم والحُورُ العِيْن والوِلدَان، كذلكَ ما خَلَق اللهُ تَعالى في جَهنّمَ مِنَ الحَيّاتِ والعَقارب، حيّاتُ وعَقاربُ لا تؤثّرُ فيها النّارُ في جَهنّم، تُؤذِي أهلَ النّارِ الكفار زِيَادَةً على أذَى النّار.اللهُ يُجِيْرُنَا مِنْها، وكذلكَ الأرواحُ لا تَفنى حتّى أرواحُ البَهائم التي تموتُ الآنَ الهِرّ والبَقر وغيرُ ذلك، أمّا الأجسامُ تَصيرُ كأنّها جَمادٌ بَعدَما تُفارقُها أرواحُها لكن هذه الأرواح تَبقَى إلى يوم القيامَة ثم بعدَ أن يُصرفَ أهلُ الجنَّةِ إلى الجنَّة وأهلُ النار إلى النار أو قَبلَ ذلكَ بوَقتٍ، يَحشُرهُم، ويَأخُذ القِصَاصَ مِن بَعضِها لبَعضٍ حتى يؤخَذَ القِصاصُ مِن نَملَةٍ لنَملَة ومِن غَنَمٍ لغَنَم ومِن الشَّاةِ الجَلْحَاء للشَّاةِ القَرْناء، الشّاةُ التي ليسَ لها قَرْنٌ يُقالُ لها الجَلْحَاء، مِنَ التي لها قَرْن يُؤخَذَ لها القِصَاص. بَعدَ هذَا تَفنى أرواحُهم، أجسَامُهم وأَروَاحُهم، البَهائمُ يَصِيرُون عَدَمًا. أمّا قبلَ ذلكَ الوقت أرواحُ البَهائم تَبقَى ولا تَفنى. والكُرسِيُّ كذلك، هذَا الكرسِيُّ تحتَ العَرش هو بالنّسبَة للعرش شَىءٌ صَغيرٌ هوَ بمَثابَة الكُرسيّ الذي يكون أمامَ “*التّخت*” يَضَع الذي يكونُ جَالسًا على العرش أي السّرير قَدَمهُ، لكنّه شىءٌ عظِيم بالنّسبَة لأرضنا هذه وبالنّسبَة للسّماوات، الأرضُ والسّماوات لو جُمِعْنَ وجُعِلْنَ بعضُهُنَّ جَنْبَ بَعض، بجانِب بَعض، كَحَلقَةٍ بأرضٍ فَلاةٍ بالنّسبَة للكُرسيّ، بالنّسبَة لعِظَمِ الكُرسيّ وهذا الكرسِيُّ بالنّسبَة لعِظَم العرش كحَلقَةٍ في أرضٍ فَلاةٍ.العَرشُ والكُرسيّ واللّوح وَالقلَم هؤلاءِ الأربعةُ لا يَفنَونَ، وحَملَة العرشِ وخَزَنةُ الجنّة وزبَانِيَةُ جَهَنَّم والحُورُ والوِلْدانُ وعَقارِبُ جهَنَّم وحيَّاتُها هؤلاءِ مُستَثنَون مِنَ الموت، لا يمُوتُون.يوجَدُ شَىءٌ يُقالُ لهُ اللّوحُ المحفُوظ مَسِيْرَتُه، مسَافَتُه خمسُمِائة عام، الله تَعالى أمَرَ القَلَم قَبلَ أن يَخلُقَ البشَرَ والسّماواتِ والشّمسَ والقَمرَ، لم يَكُن قَبلَ ذلكَ إلا الماءَ والعَرش، اللهُ تَعالى خلَق القلَم الأعلَى ثم خلَق اللّوحَ المحفوظَ الذي سَعَتُه مَسيرَةُ خمسِمِائة عام، أمَرَ اللهُ تَعالى القلَم أن يَكتُبَ فجَرى بقُدرَة الله مِن غَيرِ أن يُمسِكَهُ أحَدٌ لأنّهُ لم يَكن في ذلكَ الوقتِ مَلائكةٌ ولا بَشرٌ ولا جِنٌّ إلاّ هؤلاءِ الأربعةُ الماءُ والعَرشُ والقَلمُ الأعلَى واللّوحُ المحفوظ، كتَبَ كُلَّ ما يَحدُث في الدّنيا إلى نهايةِ الدُّنيا مِن أعمالِ العِباد وأعمارهِم وأرْزاقِهم ومَا يُصِيبُ الإنسانَ مِن فَرحٍ أو تَرَحٍ ومُصِيبَةٍ، كلُّ هذَا كتَب بقُدرَة الله، هذَا اللّوح وهذا القلَم أيضًا لا يَفنَيان، أمّا السّماواتُ السّبعُ التي فَوقَنا تَفنى وهذه الأرضُ تَفنى والأراضي السّتّةُ التي تحتَ هذه تَفنى، ثم نهايةُ هذه الأرض بعدَ أن يَخرُجَ منها النَّاسُ ويَنفَصِلوا عنها أن تُرْمَى في جَهنَّم وأمّا نهايةُ السّماوات فهيَ أن تُضَمَّ إلى الجنَّةِ بعدَ أن تَخْرَبَ،السّماواتُ السّبعُ تُضَمُّ إلى الجنَّةِ بَعدَ أن تتشَقَّقَ وتَصِيرَ واهِيَةً ضَعِيفَةً، الآنَ هيَ مَتِينَة صَلبَة، تتَشَقّقُ ذلكَ اليوم، يومَ القيامَة وتصيرُ فَتَحَاتٍ، مِن هنا فَتْحَة ومِن هنا فَتْحَة ويتَغَيَّرُ لَونُها، هذَا فَناءُ السّماوات، أمّا فناءُ الأرضِ تُبَدَّلُ أَرضًا غَيرَها يُبَدِّلُها اللهُ تَعالى أرضًا مُستَويةً ليسَ فيها جِبالٌ مُرتَفعَةٌ ولا وِهَادٌ منخَفِضَة، كأنَّها الأَدِيْمُ المَمْدُودُ تَصِير، على هذه الأرضِ يُحاسَبُ البشَر، بَعدَ أن يُفصَلُوا منها وتَندَكَّ يُعِيدُها اللهُ تَعالى واسِعةً ممتَدّةً أكثَرَ مِن مِسَاحَتِها اليَومَ، تَمتَدُّ فيُحَاسَب الخَلْقُ عليها، ثم يُنقَلُونَ منها إلى الجنَّة أو إلى النّار، ثم هيَ تُرمَى في جَهنَّم حتّى تكونَ زيَادةً في وَقُوْدِ جَهَنَّم. الجنَّةُ والنّارُ لا تَفنَيان.اللهُ تَعالى لا يُحِبُّ الكافرِينَ وهوَ يُعَذّبُهم بعَدلِه لَيْسَ ظُلْمًا.