الله ليس جسماً كثيفاً كالخشب والحديد، ولا هو جسم لطيف كالهواء والروح.
من أجاز على الله الجسمية أو قال إن الله جسم وإن زعم أنه جسم لا كالأجسام، فهو ضال مشرك كما هو متفق عليه بين أئمة الإسلام ونصّ عليه الإمامان العظيمان الشافعي رحمه الله كما في الأشباه والنظائر للسيوطي، كذلك نصّ عليه الإمام أحمد بن حنبل كما ذكر الحافظ الأصولي بدر الدين الزركشي في تشنيف المسامع.
وعلى رأس المجسمة الضالة شيخ الوهابية ابن تيمية الحراني (728 هـ.) ومن اتبعوه من مدّعي السلفية كذباً وزوراً.
هذا المدّعي أن الله جسم ليس مسلماً لأنه يشبّه الله بخلقه. هو لا يعرف الله لأنه يعبد شيئاً تخيله وتوهمه.
الله تعالى لا يجوز أن يتوهمه أحد ولا أن يتخيله أحد، لأنه تعالى خالق كلّ وهم وخيال. لا يجوز أن يشبه الخالق شيئاً من مخلوقاته، سبحانه وصف نفسه فقال “ولم يكن له كفوًا أحد”.
الله تعالى ذمّ الكفار وجعل من علامتهم ما استدلّ به عليهم ووبّخهم عليه فقال عز وجلّ: “وجعلوا له من عباده جزءًا” (الزخرف، 15)، فدلّ ذلك على أن الله منزه عن الجسمية لأن ما يجوز عليه الجزئية هو الجسم، أما الله تعالى فمنزه عن ذلك.
وقال الإمام فخر الدين الرازي (606 هـ.) في تفسيره عند قول الله تعالى من سورة يوسف، الآية 40: “مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلاَّ أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُم مَا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ”، ما نصه: “وهذا قول المشبهة فإنهم تصوّروا جسماً كبيراً مستقراً على العرش ويعبدونه، وهذا المتخيل (بضم الميم وفتح التاء والخاء وتشديد الياء المفتوحة) غير موجود البتة، فصحّ أنهم لا يعبدون إلا مجرّد الأسماء”.
من اعتقد أن الله جالس على العرش لا يعرف الله تعالى كما قال الرازي. وقبل الإمام الرازي، الإمام الشافعي نصّ على أن من قال إن الله جالس على العرش فهو كافر، نقله ابن المعلم القرشي في كتابه نجم المهتدي ورجم المعتدي.
رحم الله الإمام الرازي قتله مشبهة زمانه بالسمّ بعد أن عجزوا عن كسر حججه العقلية والنقلية لأنه كان قويّ المناظرة عالماً ابن عالم فقيهاً ابن فقيه؛