قديما قيل: من عرف نفسه عرف ربه.
نعم، من عرف نفسه بالحاجة والافتقار، عرف ربه بالعزة والاقتدار.
من عرف من نفسه المخلوقية، عرف ربه بالخالقية.
من عرف نفسه بالعجز عن مس روحه والامساك بها مع ملازمتها جسده وأدرك أن
جسمه مكان لروحه، عرف أن ربه منزه عن الجسمية والكيفية والأينية
والمكانية، وعن المماسة وأن يحس به أو يجس كما قال زين العابدين رضي الله
عنه، سبحانه ليس كمثله شيء.
على أن هذه الكلمة أي “من عرف نفسه عرف ربه”، ليست حديثا شريفا كما نص
عليه الحافظ السيوطي وغيره، والروح يذكر ويؤنث وهو النفس.
وذكر بعض أهل العلم ان تلك الكلمة قالها يحيى بن معاذ الرازي توفي سنة
258 للهجرة وهو من كبار المشايخ الصوفية، ومن كلامه: لا تستبطئ الإجابة
وقد سددت طريقها بالذنوب.