قال الله تعالى “وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا
أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني
أعلم ما لا تعلمون” (سورة البقره 30).
اعلم اخي أنه لا يجوز في حق الملائكة الاعتراض على الله عز وجل، فإن
الاعتراض على الله سبحانه كفر والعياذ بالله تعالى، والملائكة لا يحصل
منهم كفر. هم معصومون من الكفر والمعاصي. محفوظون من ذلك.
قال ابن الجوزي في تفسيره زاد المسير ان الملائكة قالوا ذلك لاستعلام وجه
الحكمة لا على وجه الاعتراض. انتهى
والمعنى أن الملائكة عليهم السلام سألوا عن الحكمة من هذا لأنهم علموا
ذلك، اطلعوا عليه في اللوح المحفوظ.
فإن قال قائل أليس اعترض إبليس على الله وكفر، فالجواب بلى، لكن إبليس
ليس ملكا بل كان يعبد الله تعالى مع الملائكة ثم كفر باعتراضه على الله
سبحانه قال تعالى “وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس كان
من الجن ففسق عن أمر ربه” (سوره الكهف 50).
وقال تعالى أيضا “وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى
واستكبر وكان من الكافرين”
(سورة البقره 34).
والأدلة على كون إبليس من الجن كثيرة منها ما قال الإمام الحسن البصري
رضي الله عنه إن إبليس لم يكن ملكا قط ولا طرفة عين، رواه السيوطي.
ويكفر من سمى إبليس طاووس الملائكة أو رئيس الملائكة.
والرسول صلى الله عليه وسلم قال خلقت المﻻئكة من نور وخلق الجان من مارج من نار.
فالمﻻئكة خلقوا من نور والجن من نار.