روى مسلم والبيهقي واللفظ له عن عبدالله بن سَرجِس المزني رضي الله عنه
قال: “كان النبيّ صلّى الله عليه وسلّم إذا سافر قال: اللهمّ أنت الصاحبُ
في السفر والخليفةُ في الأهل، اللهمّ اصحَبنا في سفرنا واخلُفنا في
أهلنا، اللهمّ إني أعوذ بك من وعْثاء السفر وكآبة المُنقلب ومن الحَوْر
بعد الكَوْر ومن دعوة المظلوم، ومن سُوء المنظر في الأهل والمال”.
اللهمّ اصحبنا معناه احفظنا بحِفظك، من النهاية في غريب الحديث والأثر،
للحافظ ابن الأثير.
وهذا تأويله ظاهر لا يحمل على المعنى المتعارف عليه. قال في لسان العرب
الصاحب المعاشر.
ولكنه إن أضيف الى الله حمل على ما يليق بالله مما يصح في اللغة من الحفظ
هنا كما قاله كذلك ابن منظور.
وعثاء السّفر اي شدّة السفر ومشقّته، وأصله من الوعْث وهو الرّمل المشي
فيه يشتدّ على صاحبه ويشُق، كذلك من نهاية ابن الأثير.
والاستعاذة من الحور بعد الكور اي من النقصان بعد الزيادة، قاله ابن
منظور رحمه الله في لسان العرب.
وهذا تعليم من النبيّ لأمته، وإلا فإن النبيّ كان في حال دائم مستمر من
الترقي عند الله، لا نقصان في حاله صلى الله عليه وسلم، ولكنه تعليم
لأمته صلى الله عليه وسلم.