الذي يحفظ على المسلم دينه وأصل عقيدته، والاجتهاد في تعليمِه

Arabic Text By Jul 13, 2014

يُروى أنّ الأستاذ الفقيه الأصوليّ أبا إسحاق الأسفراييني قال لعبّاد
زهاد َسكُنوا الجبال وتركوا معاشرة الناس، قال لهم يوبّخهم: ”يا أَكَلَة
الحَشِيش (أي يأكلون من حشائش الارض ويتركون ملذات الطعام والشراب)،
تَرَكْتُم أُمَّةَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم في أَيْدِى
المُبْتَدِعَةِ واشْتَغَلْتُم ههُنا بأَكْلِ الحَشِيشِ؟!!، أي أنتُم ههنا
تَزْهدون وتَتركُونَ المسلمين لأهل البِدَع يَنشرون الضلال بينهم،
يلومهم.
العاقل اخواني يستحضر قول الله تعالى: ﴿كُنتم خَيْرَ أُمّةٍ أُخرِجَت
للناسِ تَأمرونَ بالمعروفِ وتَنْهَونَ عَن المنكر﴾ (آل عمران، الآية
110)، فأين هم العاملون بكلمة “أخرجَت للناس”؟!
ينبغي اخواني صَرْف الهمّة لتحصيل هذا العِلم الديني الذي يحفظ على
المسلم دينه وأصل عقيدته، والاجتهاد في تعليمِه للناس للحاجة الماسّة الى
ذلك، وهذا العلم مُقَدَّم على غيره من العلوم لأن “العبادة لا تَصِحُّ
إلا بعد معرفة المعبود” كما قال الغزالي رحمه الله تعالى، وذلك لأنه من
يشبّه الله تعالى بشيءٍ من خلقه لم تَصِحَّ عبادتُه لأنه يَعْبُدُ شيئًا
تَخَيَّلَهُ وَتَوَهَّمَهُ في مخيِّلَتِه وأوهامه.
أما الله تعالى فهو موجود لا يُشبه شيئاً ولا يُشبهه شيء في أيّ وجه من
الوجوه، إذ لا مناسبة بين الخالق والمخلوق.
قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ
وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا
مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ
وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ﴾ (سورة التحريم، الآية 6).
وذكر سيدنا عليّ في تفسيرها قال: “عَلِّمُوا أَنْفُسَكُم وأَهْلِيكُم
الخَيْرَ” رَواهُ الحَاكِمُ في المستدرك، وهو يعنِي رضي الله عنه أنَّ
حِفْظَ النفس والأهلِ مِن النار التي عَظَّم الله أَمْرَها يكون
بِتَعَلُّم الأمور الدينية، أي معرفة ما فَرَضَ الله فِعْلَه وما فرض
اجْتِنابَه أي الواجبات والمحرمات كي لا يقع الشخصُ في عِبادةٍ فاسِدةٍ،
وَبِتَعَلُّمِ ما يَجوز اعتقادُه وما لا يَجُوز كي لا يقع الشخص في
التشبيه والضلال نعوذ بالله من ذلك، آمين