في الرد على الجهال المانعين من الدعاء عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم،

Arabic Text By Jul 12, 2014

في الرد على الجهال المانعين من الدعاء عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم،

نقول بتوفيق الله للمحرف المانع قلت وقولك باطل، ان التوجه الى قبر النبي
للدعاء في مواجهة القبر الشريف هو فعل الجاهلين، فالردّ عليك وأنت أولى
بهذا الوصف، هو ما لو قرأته بعين الانصاف ومحبة النبي استفدت، وإلا فمع
أبي جهل وأبي لهب فتكفير المسلمين وتقبيح ما استحسنوه خطر كبير.
وعود الى ما ذكرت ننقل ما قال النّوويّ في بيان آداب زيارة قبر النّبيّ
صلى الله عليه وسلم قال رحمه الله في كتاب الاذكار: ثمّ يرجع الزّائر إلى
موقفه الاول قبالة وجه رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فيتوسّل به ويستشفع
به إلى ربّه ويدعو لنفسه ولوالديه وأصحابه وأحبابه ومن أحسن إليه وسائر
المسلمين، وأن يجتهد في إكثار الدعاء، ويغتنم هذا الموقف الشريف ويحمد
الله سبحانه وتعالى ويسبحه ويكبره ويهلله ويصلي على رسول الله صلى الله
عليه وسلم.
ويزيد النووي رحمه الله في كتابه الاذكار يقول: وعن العتبيّ قال: كنت
جالساً عند قبر النّبيّ صلى الله عليه وسلم فجاءه أعرابيّ فقال: السّلام
عليك يا رسول اللّه، سمعت اللّه تعالى يقول: “وَلو أَنَّهُم إذْ ظَلَمُوا
أنْفسَهم جَاءوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لهم الرَّسُولُ
لَوَجدُوا اللَّهَ تَوَّابَاً رَحِيمَاً” وقد جئتك مستغفراً من ذنبي
مستشفعاً بك إلى ربّي، ثمّ أنشأ يقول :
يا خير من دفنت بالقاع أعظمه                 وطاب من طيبهنّ القاع والأكم
نفسي الفداء لقبر أنت ساكنه                فيه العفاف وفيه الجود والكرم.
وقال القسطلانيّ: “وقد روي أنّ مالكاً لمّا سأله أبو جعفر المنصور
العبّاسيّ – ثاني خلفاء بني العبّاس – يا أبا عبداللّه ءأستقبل رسول
اللّه صلى الله عليه وسلم وأدعو أم أستقبل القبلة وأدعو؟ فقال له مالك:
ولمَ تصرف وجهك عنه وهو وسيلتك ووسيلة أبيك آدم عليه السلام إلى اللّه
عزّ وجلّ يوم القيامة؟ بل استقبله واستشفع به فيشفّعه اللّه.
وقد روى هذه القصّة أبو الحسن عليّ بن فهر في كتابه “فضائل مالك” بإسناد
لا بأس به وأخرجها القاضي عياض في الشّفاء من طريقه عن شيوخ عدّة من ثقات
مشايخه”.
وهناك ما لا يحصى من ذلك منه ما ذكره الحافظ ابن حجر العسقلاني في فتح
الباري المجلد الثاني >> كِتَاب الْجُمُعَةِ >> باب سُؤَالِ النَّاسِ
الإمَامَ الاسْتِسْقَاءَ إِذَا قَحَطُوا ونصه: “وروى ابن أبي شيبة بإسناد
صحيح من رواية أبي صالح السمان عن مالك الدار وكان خازن عمر قال: أصاب
الناس قحط في زمن عمر فجاء رجل إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم صلى
الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله استسق لأمتك فإنهم قد هلكوا، فأتي
الرجل في المنام فقيل له: ائت عمر.. الحديث. وقد روى سيف في الفتوح أن
الذي رأى المنام المذكور هو بلال بن الحارث المزني أحد الصحابة”، انتهى
بنصه من كلام الحافظ ابن حجر شارح البخاري، فظهر ووضح أن من يعترض على
ذلك فهو عريّ من العلم،