اليهود أتوا النبي فقالوا: صف لنا ربك الذي تعبده

Arabic Text By Jul 09, 2014


أخرج الحافظ البيهقي وهو من أركان علماء أهل السنة الأشاعرة رحمهم الله،
ذكر في كتاب الأسماء والصفات بسند حسن عن ابن عباس رضي الله عنهما أن
اليهود أتوا النبي فقالوا: صف لنا ربك الذي تعبده، فأنزل الله عزَّ وجلَّ
﴿قل هو الله أحد الله الصمد﴾ إلى آخر السورة، فقال صلى الله عليه وسلم:
“هذه صفة ربي عزَّ وجلَّ”.
﴿قل﴾ أي يا محمد، ﴿هو الله أحد﴾ قال البخاري في صحيحه: “أي واحد”، فالله
تعالى واحد لا شريك له ولا شبيه له ولا وزير له. هذا معنى الله واحد.
الله لا يشبه شيئًا ولا يشبهه شيء وهو تعالى خالق كل شيء.
﴿الله الصمد﴾، قال البيهقي في الأسماء والصفات: “قال الحليمي (وهو من
كبار الأشاعرة الشافعية كذلك): معناه المصمود بالحوائج، أي المقصود بها”،
فهو الذي تفتقر إليه جميع المخلوقات مع استغنائه عن كل شيء.
﴿لم يلد ولم يولد﴾ نفي للمادية والانحلال، فهو تعالى لا ينحلُّ منه شيءٌ،
ولا يَحُلُّ هو في شيء.
ولا يجوز أن يقال عنه تعالى “أبونا” كما فعل ابن تيمية نسبه كذباً وزوراً
الى سيدنا عيسى وعيسى بريء من ذلك. عيسى نبيّ مكرّم جاء بالاسلام
والتوحيد. ضلّ ابن تيمية وأضلّ وفسق خذله الله.
﴿ولم يكن له كفوًا أحد﴾ قال الحافظ ابن حجر: “لم يماثله أحد”، فمن شبّه
الله بشيء من مخلوقاته فقد خرج عن الصراط المستقيم، وقد عدّ الامام أبو
منصور البغدادي وغيره كثير من أئمة الأشاعرة والماتريدية، فرقة المشبهة
في جملة الفرق الضالة الخارجة من الدين.
فالله تعالى لا نظير له بوجه من الوجوه. والكفء معناه المثيل.
وقرأ حمزة وهو من القراء السبعة المشهورين الذين تواترت قراءاتهم وقرأ
بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ومنه أخذت، قرأ: “كُفْؤًا” بتسكين
الفاء، وبالهمز في الوصل، ويبدل الهمز واوًا مفتوحة بلا همز عند الوقف
عليها.