قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إنّ اللهَ حَرّمَ على الأرض أن تَأكلَ أجسَادَ الأنبياء ” رواه البزار وابن ماجه والبيهقي.
محرر” روى الإمامُ مالِك في الموطّأ أنّ عبدَ الله بنَ عَمرو الأنصاري والد جابر ورجلا آخَر دُفِنَا في قَبرٍ واحِد في وَقعَة أُحُد ثم أُجْرِيت عَينٌ مِن أُحُد إلى المدينةِ في زمَن مُعاويةَ فأَتَى الحَفْرُ على قَبرَيْهِما بعدَ سِتّةٍ وأربَعينَ عامًا فَوُجِدا رَطْبَيْن كأنَّهما ماتا بالأمس، (إلى هنا)، والعادةُ في أرض المدينَة أنّ الميّتَ يَبْلَى جَسَدُه بَعدَ سنَةٍ واحِدَة، بعدَ سَنةٍ لا يُرَى إلاّ شِبْهُ رماد لكنّ هذان لأنّهُما مِن الشُّهَداء لم تَأكُلهُمَا الأرضُ بعدَ ستّةٍ وأربَعِين عامًا، ما أكَلَت الأرضُ منهم شيئًا.
86-س:هل كلُّ الأنبياء ماتُوا شُهَداء.
ج: لا،. الأنبياءُ لا تَأكلُ الأرضُ أجسَادَهُم.
في زمن الرَّسولِ صلى الله عليه وسلم صارَت وَقعَةُ أُحُد فاستَشهَد مِن المسلمين نحوُ سَبعِينَ رجلاً، أُحُدٌ هوَ الجبَلُ الذي بالمدينة، جبلٌ كبيرٌ بالمدينة، الوَقْعَةُ كانَت هناكَ ثمّ لمّا قُتِلاَ فأُخِذا ودُفِنا بأرضٍ قريبَةٍ منَ البلَد، خارجَ البلَد دُفِنَا، ثم بعدَ أن توفّيَ رسولُ الله ومضَى زَمان، في أيّام معاويةَ لما كانَ هوَ سُلطان المسلمين أرادُوا أن يَفتَحُوا عَينًا مِن أحُد إلى البلَد، إلى المدينَة، فشَقُّوا طَريقًا للعَين فأتَى الحفرُ على قَبرِ هذَين عبدُ الله بنُ عمرو بن حَرام الأنصاري ورجلٍ آخَر ” ” كانَا دُفِنا في قَبرٍ واحِد، ما استَطاعُوا أن يَدفنوا هذَا في قَبرٍ خَاصّ وهذا في قَبرٍ خَاصّ، مِن الضّيق كانوا يَدفنُون اثنَين في قَبرٍ واحِد وثَلاثةً في قَبرٍ واحِد، ثم لمّا فُتِحَ هذَا الممرّ لسَحْب الماء، لسَحْب العَين إلى المدينة أتَى الحَفر على قَبرَيهِما فانفَتَح القبرُ فوُجِدَ جِسمُ هذَا وجِسمُ هذَا رَطْبَين كأنّهما ماتا بالأمس. ثم عادةُ المدينةِ أنَّ أرْضَها مَالِحَة إن دُفِنَ الميّتُ هناك بعدَ سنَةٍ لا يُرَى منه شىءٌ أمّا هذانِ كأنّهما ماتا بالأمسِ ما ذهَبَ مِن جَسَدِهما شَىء، هذَا دليلٌ عِيَانِيٌّ بصحّةِ أنّ جَسَد الشّهيد الذي هو شهيدٌ عند الله لا يتَعفَّنُ ولا يَبْلَى، لا تَأكلُه الأرض ولا يُدَوّد ولا تَطلَع منه رائحةٌ كريهة بل يحفَظُه اللهُ تَعالى، وغير ذلكَ منَ الحوادثِ وهيَ كثِيرة، آلافٌ منْ أمثالِ هذه الحادثة، هذَا فوقَ الذي ذَكَر اللهُ تَعالى في القُرآن مِن قوله: ((ولا تَحْسَبَنَّ الذِيْنَ قُتِلُوا في سَبِيْلِ اللهِ أَمْوَاتًا بَلْ أحْيَاءٌ عِنْدَ ربِّهِم يُرْزَقُوْنَ)) فقال لهم لو كانَ معنى الآيةِ أنّ الجسمَ يَبْلَى كغَيره، كغيرِ الشّهَداء، الجسمُ يَبلَى والرُّوحُ فقط تَظلُّ في الجنّةِ فلم يكن فَرقٌ بينَ الشّهيد وبينَ غَيرِه لأنّ غيرَ الشّهيد أيضًا روحُه تظَلُّ بعدَما يَبلَى الجسَد، تظَلُّ الرُّوْح. قال رسول الله: “*إنّ اللهَ حرّمَ على الأرضِ أن تأكُلَ أجسَادَ الأنبياء*”.